لم يكن منتخب الكونغو الديمقراطية منافسا قويا، بالشكل التي جرى تسويقه على امتداد الأيام التي سبقت المباراة، كان عاديا جدا، وإمكانيات لاعبيه عادية أيضا.
وحيد هاليلوزيتش، احترم كثيرا منافسه الكونغولي، لهذا كان الحذر شديدا، والحيطة حاضرة في كل تحركات اللاعبين سواء الفردية والجماعية.
فإذا كان هاليلوزيتش أكد في تصريحاته المختلفة سواء هنا أو هناك، على أنه ذاهب إلى كينشاسا للعودة بنتيجة الفوز، فلم يكن الأداء الذي قدمته العناصر الوطنية يساير هذا مسعى وحيد.
بالفعل، قدم اللاعبون شوطا ثانيا مختلفا، أفضل من الأول، وهذا طبيعي بالنظر إلى كون المنتخب الوطني تلقى هدفا في الدقيقة 12، وبالتالي كان من المتوقع أن يكون هناك رد فعل، وهو ما أظهره مع انطلاق الجولة الثانية، وأثمر ضربة جزاء ضيعها ريان مايي (54)، بطريقة غير مقبولة في مثل هذه الظروف واللحظات.
بالفعل، ظل اللاعبون ودائما في إطار رد الفعل، وبعد ضياع ضربة جزاء، محافظين على حسهم الهجومي لتدارك النتيجة، لكن دون جدوى، حيث واصل النصيري شروده، مع غياب شبه تام لعمران لوزا، وتواضع أداء سفيان أملاح، باستثناء سفيان أمرابط، الذي قدم مباراة جيدة ربما الأفضل له في اللقاءات الأخيرة التي خاضها مع الأسود.
استشعر الناخب هاليلوزيتش، ضرورة إحداث تغييرات، لهذا وفي حدود الدقيقة 70 أٌقدم على إدخال كل من طارق تيسودالي مكان يوسف النصيري، وأيوب الكعبي مكان ريان مايي، وعلى إثر هجوم منسق، نجح من خلاله أيوب الكعبي في كسر حالة التسلل، بتمرير كرة محكمة إلى تيسودالي، الذي أودعها في شباك حارس منتخب الكونغو الديموقراطية.
بعد هذا الهدف، لا أعرف لماذا تأخر هاليلوزيتش في إدخل سفيان بوفال؟ لماذا؟
فمع عودة الأسود في النتيجة، كان متوقعا أن يبادر المنافس الكونغولي إلى القيام بحملات هجومية، بهدف إضافة هدف ثان ثم يواصل الضغط لإضافة أهداف أخرى، وبالنظر إلى المهارات الفردية التي يمتاز بها بوفال، فمن شان إدخاله في هذه اللحظات من الشوط الثاني أن يحد من اندفاع لاعبي الكونغو الديموقراطية، لكونهم سيشتعرون خطورة بوفال، من خلال تحركاته التي ستخلق لا شك متاعب في الخط الأمامي.
في المحصلة، كان في الإمكان أن نحسم التأهل في كينشاسا، لأن منتخب الكونغو الديموقراطية لم يخلق الكثير من المتاعب لخط دفاع الأسود، وحتى تلك التي كانت، فجاءت لكون نايف أكرد وبدرجة أقل أشرف حكيمي، لم يكونا في مستواهما المعهود، إلى جانب فقدان أدم ماسينا للتنافسية.
المهم، مباراة الذهاب انتهت بهدف لمثله، في انتظار لقاء العودة الثلاثاء المقبل بالمركب الرياضي محمد الخامس في الدارالبيضاء، وجب على الناخب الوطني هاليلوزيتش أن يهيئ خطة ترضي آلاف الجماهير التي ستحج إلى الملعب، أداء ونتيجة.