الحلقة 2: موسطا .. من السباحة إلى الملاكمة
الحلقة 2
لم يكتب لمسيرة موسطا أن تستمر رفقة الوداد الرياضي، ففور بلوغه سن السادسة عشرة، قرر والده إرساله ّإلى فرنسا، ليلتحق بشقيقيه اللذان هاجرا قبله إلى هناك، ويتعلق الأمر بنجيب وحليمة، إذ قرر والده أن يكمل كريم دراسته في الخارج، يقول: "في العام 1970 انتقلت إلى فرنسا وأنا ابن 16 عاما، التحقت بأخويّ نجيب وحليمة، لإكمال دراستي، كنت أقيم معهما في الشقة ذاتها، وظللت معهما، أمارس السباحة وأتابع الدراسة، إلى أن تعرفت على زوجتي بعد أربع سنوات من قدومي إلى فرنسا، كان عمري آنذاك 20 سنة وكانت هي تصغرني بسنتين، حينها قررت الاستقلال بحياتي، ومعها انتقلت إلى بلدة جديدة تدعى طونير، وهي تعني الرعد بالعربية، لكنها كانت تفتقر إلى نادي للسباحة، لذلك انقطعت عن ممارستها، غير أن عشقي للرياضة، ظل يسكنني، لم أكن أستطيع العيش دونها، وحتى يومنا هذا مازال هذا العشق لم يخبو ولن يخبو ما دامت على قيد الحياة".
وجد كريم موسطا في بلدة طونير، نادي للملاكمة، فلم يتردد لحظة في الالتحاق به، رغم أنه لم يتصور قبل ذلك الوقت بأنه سيمارس هذه الرياضة، بحكم حبه للسباحة بعدما ترعرع قرب شاطئ البحر، لكنه سرعان ما وجد نفسه يشق طريقه بسرعة قياسية كأبرز ملاكمي نادي بلدة طونير الفرنسية، قضى رفقته سنتين، بات خلالها أقوى ملاكمي صنف المبتدئين، فقرر مدربه أن يلحقه بالملاكمين في فئة شبه احترافية، إذ رأى مدربه ان مستواه يسمح له بذلك، خاصة أنه كثيرا ما خاض مباريات تدريبية أمام الملاكمين المحترفين وكان يبلي البلاء الحسن، يضيف موسطا: "في أحد الأيام، طلب مني مدربي أن أشارك في منافسة خاصة بالمحترفين، لكنني ترددت وشعرت ببعض الخوف، لكن كبريائي لم يكن ليسمح لي بان أظهر ذلك علنا، لكنني قبل بشرط، إذا أصبت في وجهي فلن اكمل المواجهة و انسحب فورا، كنت "بوكوصا" وكنت اخاف على وجهي كثيرا..(يضحك)".
غير أن موسطا كان مفاجأة بطولة فرنسا للهواة ذلك الموسم في الملاكمة، وخاض نزاله الاول كملاكم احترف رياضة النبلاء منذ زمن طويل، فقد تمكن من الإطاحة بمنافسه بالضربة القاضية، وهو ما تكرر في النزال الثاني الذي أنهاه لصالحه بضربة قاضية أيضا، وظل كذلك ينهي نزالاته قبل انتهاء الجولات، حتى بلغ 12 نزالا أنهاها بالقاضية، إلى درجة ظن الجميع أن الملاكم المغربي يخفي وراءه سرا، وأنه مارس الملاكمة في المغرب، وكذب حينما ادعى أنه لم يسبق له الوقوف في حلبة ملاكمة من قبل، في هذا الصدد يوضح موسطا: "بعدما اطحت بـ12 ملاكما بالضربة القاضية، ثارت الشكوك حولي، واعتقد الجميع انني كنت ملاكما محترفا قبل مجيئي إلى فرنسا، لأن السجلات الرياضية في فرنسا لا يوجد فيها اسمي، وظنوا أنني تحايلت عليهم وأدعيت عدم ممارستي لهذه الرياضة من قبل، حتى يسمحوا لي بالمشاركة في بطولة الهواة، فقررا نقلي للمنافسة في فئة أعلى تضم ملاكمين أكثر قوة"...