الحلقة 3: موسطا مدربا للملاكمة في أوكسير

بعد نقله لفئة أعلى في رياضة الملاكمة، أصبح لزاما على كريم موسطا أن ينافس في بطولة الهواة ألف، حيث ينتظره 80 نزالا في الموسم الواحد، علما أن مساره كملاكم محترف لم يتجاوز 12 نزالا طيلة حياته، وهو ما أثار تخوفه، لكنه قبل التحدي، وشارك في البطولة وحقق نتائج جيدة لم يكن هو ليصدق انه سيحققها، إذ خاض 30 نزالا فاز في أغلبها بالضربة القاضية، بينما خسر في واحدة وتعادل في أخرى فقط، ليتلقى عروضا من أندية معروفة في الملاكمة للتوقيع معها وتمثيلها في البطولة الفرنسية، ثم انتقل إلى نادي أوكسير وواصل مساره الجيد رفقته، وشرع في الاستعداد للالتحاق بالعصبة الاحترافية للملاكمة، غير أن أحداثا غيرت مساره، بعدما تخلى عنه مدربه، ورحل دون سابق إنذار وترك فراغا كبيرا لديه ولدى زملائه الملاكمين الذين كان يتدرب رفقتهم، يضيف كريم موسطا: "في الحقيقة كانت معنا ملاكمة هي الانثى الوحيدة في النادي التي كانت تمارس معنا الملاكمة، واختفت مع المدرب، وبعدها علمنا انهما اغرما ببعضهما البعض، وواجها بعض المشاكل العائلية فقررا الهروب معا وترك مدربي النادي ولم يعد".

الحلقة 3: موسطا مدربا للملاكمة  في  أوكسير

وفي الوقت الذي كان ينتظر موسطا وزملاءه تعيين مدرب جديد للاشراف عليهم، تفاجأ كريم بمسؤول نادي اوكسير يطلب منه الاشراف على تدريب الملاكمين، يومها كان لم يتجاوز سنته الواحدة والعشرين، لكنه كان يجيد الملاكمة بشكل كبير، وكان مسؤول النادي يطمح في أن يلقن كريم أسراره لبقية الملاكمين حتى يتطوروا بسرعة، فقبل على مضض، وبات من أصغر مدربي الملاكمة في العالم، يوضح موسطا: "استفسرني مسؤول النادي إن كنت أرغب في الخضوع لتكوين  لنيل دبلوم المدرب، فقبلت ولم أعترض على الأمر، وفعلا كنت اتابع تكويني بالموازاة مع إشراف على تدريب الملاكمين، الذين كانوا قبل أسابيع زملائي وبعضهم كان يكبرني سنا، كانت تجربة مفيدة وغريبة فعلا بالنسبة لي، وظللت على هذه الحال مدربا لملاكمي نادي اوكسير إلى غاية العام 1989".

في ذلك التاريخ، لم تكن الرياضة ترقى لتغطية مصاريف الحياة والمعيشة اليومية، ولم تدخل بعد معظم الاندية الاحتراف الحقيقي، لذلك كان كريم موسطا، يضطر إلى الاشتغال بالموازاة مع مساره الرياضي، كمستخدم بشركة "تومسون" التي اشتهرت في تلك الحقبة بصناعة أجهزة التلفزيون على الخصوص وأيضا بعض الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، كما كان يشتغل نادلا في مرقص ليلي في الفترة المسائية، من أجل تغطية مصاريفه وتحسين مدخوله، "الغربة ليست بالسهولة التي يتصورها البعض" يقول كريم.