الحلقة 4: صور لماراثون الرمال تُدخل موسطا إلى سباقات التحدي

من السباحة للملاكمة، كان موسطا رياضيا مجتهدا، لكنه انتقل إلى رياضة جديدة، في نهاية العام 1989، حينما تعرف على صديق له كان يعمل معه في المرقص الليلي، وهو من اقترح عليه المشاركة في ماراطون الرمال، يوضح كريم: "في إحدى الليالي وبينما كنت أواصل عملي كنادل، سألني صديق لي يعمل معي، إن كنت أمارس رياضة الجري، إلى جانب الملاكمة، فقلت له لابد من الجري في جميع الرياضات، فاقترح علي المشاركة في ماراطون الرمال الذي كان يشتغل فيه مصورا، حيث اشتغل في دوراته الثلاثة الأولى، فطلبت منه أن يطلعني على الصور، وبمجرد رؤيتي لها، شدني الحنين إلى المغرب".

الحلقة 4: صور لماراثون الرمال تُدخل موسطا إلى سباقات التحدي

وكما دخل السباحة بطريقة غريبة، والملاكمة أيضا، تسببت بضع صور من ماراثون الرمال في دخوله عالم السباقات والعدو، ففي تلك اللية في المرقص الليلي بفرنسا، ظل كريم يطالع الصور، وكان الوقت حينها متأخرا وغادر معظم الزبائن، والجو في الخارج كان باردا جدا والشوارع بيضاء مكسوة بالثلوج والصقيع، قلّب الصور واحدة تلو الاخرى بين يديه، وهو يرى رمال الصحراء الذهبية، والعرق يتصبب من أجساد العدائين، فشده الحنين إلى موطن أجداده،  سيما أنه لم يكن قد زار المغرب منذ مدة طويلة، بحكم أنه لم يحصل على أية عطلة بين التدريب والعمل في الشركة والمرقص، ظل يشتغل طيلة السنة دون توقف، وتمنى في قرارة نفسه ان يعيش تلك الأجواء المشمسة في صحراء بلاده، حينها قرر أن يشارك في ماراثون الرمال عاجلا، وفي نسخة تلك السنة أيضا.

في اليوم الموالي، جلس كريم موسطا يفكر في كيفية تغطية مصاريف رحلته إلى المغرب ومشاركته في ماراثون الرمال، وأول من فكر فيه هو مالك المرقص الليلي، الذي فاتحه في الموضوع، وطلب منه أن يكون مستشهره في مغامرته الرياضية الجديدة، لأن صاحب الملهى كان يعرف أن موسطا رياضي يمارس الملاكمة ويدرب الملاكمين أيضا، وبعد تفكير قبل العرض، لكنه اشترط أن ما سيمنحه إياه هو نصف راتبه الشهري، يقول كريم موسطا: "طلبت من صاحب المرقص أن يتكفل بي، فقال لي إنه على استعداد لمنحي نصف أجرتي الشهري فقط، فوافقت طبعا، وسلمني مبلغا من المال، بقيمة 5 آلاف درهم مغربية، إذ كنت أتقاضى لقاء عملي كنادل 10 آلاف درهم شهريا في تلك الفترة، لكن المبلغ لم يكن ليكفي لرحلتي ومشاركتي في السباق، فبحثت عن داعم آخر".