الحلقة 5: رحلة البحث عن مستشهر لخوض ماراثون الرمال

في رحلة بحثه عن مستشهر وداعمين لتغطية مصاريف مشاركة الأولى في ماراثون الرمال، الذي كان يستعد لعقد نسخته الثالثة، لجأ موسطا إلى أحد معارفه كان يشتغل بإحدى فروع أحد البنوك، فعرض عليه أن يتوسط له لدى المؤسسة لدعمه كمستشهر له في الماراطون، الذي يحظى بصيت دولي ويعرف مشاركة عدائي العالم، فطلب منه قريبه أن يعد ملفا متكاملا لطلب الاستشهار، لكنه كان يشك في أن يتم قبول طلبه، لذلك لم يستسلم وتوجه إلى رئيسه في شركة "طومسون"، وعرض عليه الفكرة، لكن رد الأخير كان صادما..

الحلقة 5: رحلة البحث عن مستشهر لخوض ماراثون الرمال

 يقول كريم موسطا: "في اليوم الموالي ذهبت إلى مدير في الشركة فسخر مني، وأخبرني بأنه ليس مجنونا ليرمي أمواله ويغطي مصاريف رياضي لم يسبق له ممارسة الماراثون في حياته، وقرر فجأة أن يشارك في واحد من أصعب سباقات التحدي الدولية، لكنني طلبت منه على الأقل، إن لم يكن يريد دعمي ماليا، أن يسمح لي بالمشاركة بمنحي إجازة، في الفترة التي سأكون فيها في المغرب، فوافق، لكنه اشترط أن العطلة ستكون دون أجر، فقبلت مضطرا فلم يكن لدي خيار آخر".

شرع موسطا بعدما ضمن مبلغا بسيطا يمكنه بالكاد من أن يغطي مصاريف مغامرته الجديدة، في جمع المعطيات عن ماراثون الرمال، يومها لم يكن الإنترنت الذي يحمل جميع المعطيات الضرورية متوفرا، فاضطر إلى السفر لمدينة مجاورة، حيث يقطن عداء سبق له المشاركة في نسخة سابقة من الماراثون، واستفسره عن الأشياء التي يجب أن يحضرها معه وسيحتاجها في السباق، فاستجاب لطلبه، وأطلعه على جميع ما يحتاجه، كما علمه كيف يحضر حقيبته التي سترافقه طيلة مدة السباق، وأمده بالكثير من النصائح، لكن جملة واحدة قالها له، ظلت تتكرر داخل رأسه، نصحه بأن يستمر في الجري، قال له: "استمر في العدو ولا تتوقف أبدا ..لا تتوقف حتى خط النهاية".

بعدها، قرر البطل العالمي، أن يستعد بدنيا للسباق، بعدما استعد ماديا ولوجيستيا، وجمع كل ما يحتاجه للماراثون، كان يتدرب بشكل يومي رغم التزاماته الاخرى، يحكي كريم  عن تلك الأيام قائلا: "كنت أجري ماراثونا كل يوم، أستيقظ في السادسة صباحا وأتوجه إلى العمل، وأظل هناك إلى حدود الثانية زولا، ثم بعد ذلك أستقل حافلة تابعة للشركة، كانت تقل العمال إلى قرية مجاورة، والتي كانت تبعد بحوالي 40 كيلومترا عن المنطقة التي أقطن بها، وهناك كنت انزل، وأعود ركضا إلى منزلي، الذي يوجد أصلا قرب مقر الشركة التي أعمل فيها، كل زملائي كانوا يستغربون مما أقوم به، كنت أبدو لهم كمجنون، وفعلا كنت مجنونا بالرياضة، وحينما تنتابني فكرة وأستحسنها، أمر بسرعة إلى تنفيذها مهما كلفني الأمر وكذلك كان..".