كان يستفيد من الراحة فقط في نهايات الأسبوع يومي السبت والأحد، وحين يصل بيته منهكا، كان يتناول وجبة العشاء، التي كان يختارها بعناية، حساء الخضار ومعجنات، ويستسلم للنوم، ليستيقظ في اليوم الموالي الذي ينتظره فيه العمل صباحا والركض بعده لخمسة أو ستة ساعات من القرية لبيته، وضع المشاركة في ماراطون الرمال هدفا ساميا وضحى كثيرا لخوضه، كان سنده فقط عزيمته، يقول كريم: "استمريت على هذا المنوال لمدة ثلاثة أشهر، كان هدفي أن أشارك في هذا الماراطون، لأنه يربطني بأجدادي وبلدي وعائلتي، وكنت متشوقا لأحقق إنجازا ظل يراودني منذ طفولتي، وحرصت على أن أكون جاهزا من الناحية البدنية أولا، بحكم أن الاستعداد النفسي كان حاضرا بقوة، بالنظر إلى أنها كانت فرصة للعودة إلى المنطقة التي أتحدر منها".
من بين 60 عداء تمكن كريم من احتلال المركز 30، في أول تجربة يخوضها في حياته في سباقات التحدي وفي سباقات العدو بصفة عامة، عمل بنصيحة العداء الذي زاره في فرنسا، لم يتوقف عن الركض، رهانه كان أن يكمل السباق بغض النظر عن الرتبة، لأنها أول تجربة له في هذا النوع الرياضي، لكن بعد حلوله في المركز ثلاثون شعر بسعادة غامرة، لأن معظم العدائين الذين تركهم خلفه، هم يمارسون العدو منذ سنوات، ولهم تجربة كبيرة في هذا النوع من السباقات، وهذا يعني أيضا أنه يمتلك قابلية لأن يكون عداء جيدا في المستقبل، فقرر بعدها أن يشارك في النسخة الموالية، ولما لا المشاركة في جميع النسخ المقبلة، ما دام قادرا على ذلك.