لكن السفر بحيوان على متن الطائرة، يتطلب إجراءات إدارية ووثائق طبية خاصة بالجروة، ما يعني مصاريف إضافية، فضلا عن مصاريف سفرها معه، ولأن موسطا يعشق المغامرة، قرر اصطحابها معه سرا، وسط الركاب، يحكي كريم عن هذه الواقعة، يقول: "لم أفكر في المشاكل التي من الممكن أن تواجهني في حال ضبط معي حيوان أليف في المطار أو على متن الطائرة، ولكني أخبرت زملائي الذين شاركوني الرحلة نفسها، أني سأحملها معي في الطائرة، ووضعتها داخل سترتي، حتى تشعر بالدفء، ولحسن الحظ لم يتم ضبطي من قبل سلطات المطار، والغريب في الأمر أن الجروة لم تصدر أي صوت ولم تنبح طيلة الرحلة، كأنها كانت تعرف بالموضوع، كما أن زملائي الذين شاركوا في ماراثون الرمال الذي قدموا، أيضا من فرنسا شجعوني على ذلك وساعدوني في هذه المهمة".
في العام الموالي (1990)، وفي النسخة الرابعة لماراثون الرمال، اصطحب كريم موسطا رفيقته الجديدة "زاكورة" معه إلى المغرب، لم يكن مضطرا يومها أن يهربها تحت سترته، بعدما باتت تتوفر على الوثائق الضرورية ويمكنها السفر علانية، كما أن وزنها يومئذ (22 كيلوغراما)، لم يكن ليسمح بإخفائها، علما أنه حينما التقاها أول مرة، وأنقذها من يد صبية مدينة زاكورة، لم تكن تزن سوى 600 غرام على الأكثر، كانت هزيلة وضعيفة وجريحة…
زاكورة شاركت معه السباق، وركضت بجانبه في فترات من مراحل الماراثون، غير أنها في إحدى المرات تاهت منه ولم يعد يراها، خاصة أن لونها كان قريبا من لون الرمال، وكان من الصعب رؤيتها إذا ابتعدت عنه لمسافة طويلة، يحكي كريم عن علاقته بكلبته "زاكورة" قائلا: "شاركت معي في ست نسخ من ماراثون الرمال، واضطررت إلى تطويق عنقها بقماش احمر، حتى لا تتيه عني مرة أخرى، لان لونها يجعلها غير مرئية وسط الكثبان".