الحلقة 8: "زاكورة" نجت من ثعابين وعقارب الصحراء وقتلتها عضة أفعى في فرنسا

سنة تلو الأخرى، أصبحت الكلبة "زاكورة" معروفة لدى المنظمين والعدائين وأيضا ووسائل الإعلام الدولية، التي كتبت عنها كثيرا، وفي إحدى المرات استضافه برنامج رياضي كانت تبثه القناة الفرنسية (أونطين 2)، وطلب منه معدو البرنامج أن تكون معه كلبته حاضرة في الحلقة، وهو ما تكرر في برنامج فرنسي آخر كان اسمه (30 مليون صديق).

الحلقة 8: "زاكورة" نجت من ثعابين وعقارب الصحراء وقتلتها عضة أفعى في فرنسا

ظلت زاكورة ترافق كريم موسطا بين فرنسا والمغرب، وأصر على أن تكون رفيقته في ماراثون الرمال، لكنها لم تكن تستطيع قطع المسافة كلها، لصعوبة المناخ والتضاريس الرملية، كانت ترافقه حوالي أربعة كيلومترات فقط، يقول موسطا: " حينما كانت تشعر بالتعب، تقفز "زاكورة" إلى إحدى السيارات التابعة للجنة المنظمة، لتنعم ببعض الراحة والماء، بينما كنت أواصل العدو تكون هي وصلت إلى خط النهاية، كانت دائما تشعر بقدومي قبل بلوغ خط الوصول في كل مراحل السباق، فتنطلق نحوي مسرعة لندخل معا". 

كان موسطا، متعلقا جدا بصديقته "زاكورة"، وكان أخشى ما يخشاه عليها، هي ظروف الصحراء القاسية خلال مشاركته في ماراثون الرمال، سيما مع انتشار العقارب والأفاعي في الصحراء، التي قد تلسعها أو تعضها، لكن شيء من هذا لم يحدث، بل ومن غريب الصدف، ماتت بعضة أفعى في فرنسا وليس في الصحراء المغربية وسط كثبان الرمال، المعروفة بانتشار الثعابين والأفاعي السامة الخطيرة، موسطا حزن جدا لفقدان صديقته الوفية وشريكته في السباقات، يقول: " ذات يوم تبعتني "زاكورة" إلى الغابة، التي كنت أتدرب بها في فرنسا، لكنني لم أكن أعلم أنها تبعتني ذلك اليوم، أنهيت تدريبي وعدت لبيتي، لكن زوجتي سألتني عنها، بعدما عدت وحيدا دونها، أخبرتني انها قد تبعتني حينما خرجت صباحا، فعدت مسرعا إلى الغابة لأبحث عنها، فوجدتها نافقة وباتت جثة هامدة ممددة على الأرض، منفوخة الأطراف بعدما دب  السم في شرايينها".

شعر البطل المغربي بحزن كبير، فحمل صديقته بين ذراعيه، وعاد  إلى منزله، وهناك دفنها في حديقة بيته، وفوق قبرها غرس شجرة تفاح اسماها "زاكورة"، تخليدا لذكراها، وبعدما انتشر الخبر، تقاطرت عشرات التعازي على الرجل، من العديد من دول العالم، لأنها لم تكن كلبة عادية، بعدما اكتسبت شهرة واسعة، بفعل مشاركاتها العديدة معه في السباقات وظهورها في برامج تلفزيونة، وأيضا حضورها بجانبه في الندوات الصحافية، وبعض اللقاءات التي كان يجريها في المدارس، التي كانت تطلب منه المشاركة في حملات للتوعية وتحفيز الشباب على ممارسة الرياضة والابتعاد عن المخدرات.