الحلقة 10: موسطا..الأب الروحي لمغاربة ماراثون الرمال
لم يتمكن كريم موسطا من الفوز بلقب ماراثون الرمال، طيلة ثلاثة عقود من المشاركة، بل كان يكتفي غالبا بالدخول رفقة العشرة الأوائل، وظل يتأرجح بين المركزين السادس والسابع، لكنها كانت تجربة متميزة بالنسبة إليه، إذ كان ضمن المغاربة القلائل الذين شاركوا في الدورات المبكرة من الماراثون الدولي، لكن مع توالي السنوات تضاعف عدد المغاربة بل واحتكروا لقبه لسنوات طويلة، بفضل الشقيقان احنصال.
ومما ظل راسخا في ذاكرة كريم موسطا، هي صور بعض المشاركين الذين فقدوا حياتهم أثناء السباق، كما يتذكر جيدا العديد من الإنجازات، بل وساهم في فوز الأردني سلامة العقرة بإحدى النسخ، كما زامن انجازات المغربي رشيد المرابطي، الذي تمكن من السيطرة بدوره على ماراثون الرمال في الدورات الأخيرة، وهو من حمل المشعل بعد الأخوان أحنصال، وتمكن من الفوز خمس مرات متتالية.
وكما ساعد الأخوين أحنصال في بدايتهما، لم يبخل كريم موسطا بتقديم الدعم لرشيد المرابطي، إذ اشتكى الاخير يوما له غياب مستشهرين يغطون مصاريفه في السباق خلال مشاركته في ماراثون الرمال، فلم يتأخر موسطا في وضع إعلان على حساباته الشخصية على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، سيما أن له علاقات كثيرة بعد كل هذه كل هذه الفترة التي شارك فيها في التظاهرات العالمية، وبات إحدى أيقوناتها، يحكي موسطا عن ذلك: "كان لي حديث مع المرابطي، حول عدم وجود مستشهرين بإمكانهم أن يساعدونه، فوضعت إعلانا في حساباتي بمواقع التواصل الاجتماعي، وفعلا نجح الأمر، إذ اتصل بي أحد أصدقائي، كان مشرفا على نادي فرنسي لألعاب القوى وطلب مني أن يسجله في النادي ليشارك باسمه، وسيقدم له كل الدعم اللازم"، غير أن المرابطي لم يتمكن من التألق في النسختين الأولتين له في ماراثون الرمال، بسبب إصابة ألمت به، لكن بعد أن أجرى عملية جراحية وشفيت ساقه تماما، صار مسيطرا عليه إلى حدود السنوات الأخيرة.
يتذكر موسطا جيدا نجاته من الموت خلال مشاركته في إحدى دورات ماراثون الرمال، حينما كان يستعد للجلوس تحت ظل شجرة، بعدما أنهكته الحرارة، فإذا به يلاحظ جسما غريبا، ففوجئ بأفعى سامة تعرف باسم " أم قرنين"، وهي من أشد الأفاعي خطورة في العالم، وتقضي على إنسان بالغ بضع دقائق إن لم تقدم له المساعدة الطبية فورا، لكنه عموما، وطيلة مساره الرياضي، عايش خطر حيوانات وأفاعي دون أن يكون له احتكاك مباشر معها، باستثناء لسعة عقرب، وذباب خطير في الأمازون وإفريقيا خلال مشاركته في سباقات التحدي فيهما…
