الحلقة 11: موسطا يتعرض للعنصرية ويردّ بالفوز ببطولة العالم

مشاركات البطل كريم موسطا في سباقات التحدي، لم تكن تقتصر فقط على ماراثون الرمال في الصحراء المغربية، بل شارك في العديد من سباقات التحدي الشهيرة في العالم، كما يعتبر موسطا أول مغربي شارك في ماراثونات التحدي في شتى بقاع الكرة الأرضية، وحمل راية المغرب معه أينما حل وارتحل، وكان الممثل الوحيد للمغاربة في هذا النوع من السباقات.

 الحلقة 11: موسطا يتعرض للعنصرية ويردّ بالفوز ببطولة العالم

أول سباق له خارج المغرب، كان في العام 1990 في مارثون التحدي "إلترا ماراثون" المكسيك، ثم شارك في مارثون التحدي بالتايلاند، ثم في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي تضم سباقا شهيرا في هذا النوع الرياضي، يدعى "ماراثون الطريق 36"، يقطع فيه المشاركون حوالي 4500 كيلومتر، بين ولايتي شيكاغو ولوس انجليس ذهابا وإيابا.

وبما أنه كان المغربي الوحيد، تعرض موسطا في بعض الأحيان للعنصرية من قبل بعض المشاركين، كما حدث معه خلال مشاركته في ماراثون أستراليا، يقول: "في ماراثون التحدي بأستراليا وقع لي شنآن مع أحد العدائين الفرنسيين، بعد أن توجه إلي بكلام فيه الكثير من الاحتقار، إذ سألني عن سبب مشاركتي في ماراثونات التحدي، لأن الأفارقة، حسبه، عليهم المشاركة في سباقات اخرى لربح المال، وليس تضييعه في مثل هذه التظاهرات، بحكم أن ماراثونات التحدي تتطلب الكثير من المال لتغطية السفريات، واستفسرني من أين أحصل على المال الذي أشارك به".

العداء المذكور، كان معروفا في العالم، ولديه الكثير من المستشهرين في فرنسا والعالم، حينها كان موسطا قد خاض عدة سابقات من هذا النوع، الأمر الذي أشعره بالكثير من الاستياء، فأجاب العداء الفرنسي قائلا: "يجب أن تتعود على رؤية الأفارقة أمثالي في هذه السباقات، لأنك ستراني كثيرا في المستقبل"، وكان موسطا صادقا فيما قاله، لأنه بات يحمل اسما معروفا هو الآخر وحصل على المستشهرين الذين كانوا يؤمنون مشاركاته الدولية.

شارك في بطولة العالم لماراثونات التحدي في العام 1994، وهي مسابقة تجرى بين العديد من الدول، وتوج بلقبها في آخر المطاف، بعدما حصل على الرتبة الأولى في جميع المراحل، تلك السنة نظمت بطولة العالم بين كولورادو والفيتنام وسويسرا والعديد من الدول الاخرى، واستطاع الظفر باللقب العالمي بفضل جمعه أكبر عدد من النقاط ضمن جميع المراحل، بعد أن اجتاز 250 كيلومترا في كل قارة من القارات الخمس (ألف كيلومتر في المجموع)، وحصل على العديد من المستشهرين، وهذا كان خير رد على العداء الفرنسي الذي حاول السخرية منه في استراليا.