يقول كريم موسطا: "ذهبت إلى لقائه في مكتبه، فوجدته ينتظرني رفقة مجموعة من الأشخاص، وحينما رأيته تذكرت يوم طلبت منه أن يدعمني بقليل من المال لأشارك اول مرة في ماراطون الرمال لكنه رفض على اعتباري كنت يومها مبتدأ في عالم سباقات "الترايل"، قال لي إنه مصدوم، ولم يكن يعرف أن بطل العالم يشتغل في الشركة التي يديرها، وهناك أطلعته على حياتي كاملة، وأطلعته على برنامجي الخاص بالسنة الموالية، فمنحني فورا حوالي 20 ألف أورو".
الكثير يقول إن كريم موسطا طاف العالم كاملا على قدميه، وحينما نسمع ذلك، فإننا نعتقد أننا نتحدث عن رحلة ''افتراضية" حول العالم، باحتساب مجموع المسافات التي ركضها، والتي تساوي مسافة دورة كاملة حول الكرة الأرضية، إذ تم احتسابها من خلال الماراثونات التي شارك فيها، والتداريب التي كان يجريها..
لكن ماراثون التحدي للطواف حول العالم، نظم بالفعل، وشارك فيه موسطا، وحل في المركز الثاني، يقول: "دفعت ثمانية آلاف أورو، من أجل المشاركة فيه، انطلقنا من فرنسا وخضنا سباقات في تايلاند وأستراليا ونيوزيلاندا وتاهيتي والولايات المتحدة وعدنا إلى فرنسا، واستمر الماراثون لشهر ونصف، وكانت تلك المرة الوحيدة التي شاركت في هذا النوع من السباقات المتعبة".
كان موسطا دائما يحلم أن يركض في العالم بأسره، وأن يشارك في الماراثونات الأصعب والأخطر والأقوى، لذلك كان دائما يبحث عن ماراثونات في الغابات الاستوائية والصحاري وفي المناطق الأكثر خطورة، ولم يكن يبالي بالمخاطر والعقبات، كان يطمح بشدة في أن يدون اسمه كأول مغربي يشارك في كل التظاهرات التي خاضها، كما كان يطفئ عطشه للمغامرة، الذي صاحبه منذ صغره.