الحلقة 12: مدير شركة "تومسون" يفاجئ بمستخدمه بطلا للعالم

انهالت عروض الاستشهار على كريم موسطا بعدما صار بطلا عالميا، في مقدمتها شركة الخطوط الجوية الفرنسية، والتي كانت أول من دعمته ووضعت صوره في جميع المطارات بفرنسا مع اللقب العالمي، ومن حسن الصدف أن رئيس شركة "طومسون" التي كان يشتغل فيها، والذي رفض مساعدته يوم طلب منه أن يدعمه في أول مشاركة في ماراثون الرمال، رأى صور موسطا في المطار وهو بطل للعالم، واتصل به فورا وطلب لقاءه، يومها كان موسطا يشتغل في فرع للشركة يبعد عن باريس بحوالي 250 كيلومترا..

الحلقة 12: مدير شركة "تومسون" يفاجئ بمستخدمه بطلا للعالم

 يقول كريم موسطا: "ذهبت إلى لقائه في مكتبه، فوجدته ينتظرني رفقة مجموعة من الأشخاص، وحينما رأيته تذكرت يوم طلبت منه أن يدعمني بقليل من المال لأشارك اول مرة في ماراطون الرمال لكنه رفض على اعتباري كنت يومها مبتدأ في عالم سباقات "الترايل"، قال لي إنه  مصدوم، ولم يكن يعرف أن بطل العالم يشتغل في الشركة التي يديرها، وهناك أطلعته على حياتي كاملة، وأطلعته على برنامجي الخاص بالسنة الموالية، فمنحني فورا حوالي 20 ألف أورو".

هذا الدعم الإضافي، فضلا عن منحة فوزه ببطولة العالم، ساهم بشكل كبير في تألق موسطا، وبات في مقدوره المشاركة في كل التظاهرات التي يرغب فيها، إذ أصبح يشارك في 10 ماراثونات للتحدي سنويا، وهو رقم كبير جدا، كما أن مجلس الجهة التي كان يقطن بها، أصبح يدعمه ماديا أيضا، واقتصر اشتغاله في الشركة على ستة أشهر في السنة فقط، وظل مستخدما طيلة سنوات عديدة، ويعتبر آخر عمل يسرح منها، من أصل 1200 مستخدم، بعدما أعلنت الشركة إفلاسها وأقفلت، ليبحث عن مورد رزق آخر وجده في التدريب، كأستاذ لمادة التربية البدنية، بعدما انضم لهيئة التعليم.

الكثير يقول إن كريم موسطا طاف العالم كاملا على قدميه، وحينما نسمع ذلك، فإننا نعتقد أننا نتحدث عن رحلة ''افتراضية" حول العالم، باحتساب مجموع المسافات التي ركضها، والتي تساوي مسافة دورة كاملة حول الكرة الأرضية، إذ تم احتسابها من خلال الماراثونات التي شارك فيها، والتداريب التي كان يجريها..

 لكن ماراثون التحدي للطواف حول العالم، نظم بالفعل، وشارك فيه موسطا، وحل في المركز الثاني، يقول: "دفعت ثمانية آلاف أورو، من أجل المشاركة فيه، انطلقنا من فرنسا وخضنا سباقات في تايلاند وأستراليا ونيوزيلاندا وتاهيتي والولايات المتحدة وعدنا إلى فرنسا، واستمر الماراثون لشهر ونصف، وكانت تلك المرة الوحيدة التي شاركت في هذا النوع من السباقات المتعبة".

 كان موسطا دائما يحلم أن يركض في العالم بأسره، وأن يشارك في الماراثونات الأصعب والأخطر والأقوى، لذلك كان دائما يبحث عن ماراثونات في الغابات الاستوائية والصحاري وفي المناطق الأكثر خطورة، ولم يكن يبالي بالمخاطر والعقبات، كان يطمح بشدة في أن يدون اسمه كأول مغربي يشارك في كل التظاهرات التي خاضها، كما كان يطفئ عطشه للمغامرة، الذي صاحبه منذ صغره.