الحلقة 13: يوم كاد موسطا أن يفقد حياته في الأمازون

يحكي موسطا أنه في مشاركته الأولى في ماراثونات التحدي بالبرازيل، حيث لم يكن قد سبق لأي مغربي أو إفريقي أن شارك فيها، خاض ماراثون سانت ريل على مسافة 250 كيلومتر، الذي يعد نسخة من حيث التنظيم لماراثون الرمال، عبر محطات متواصلة، غير أن الفارق الجوهري، يكمن في أن اللجنة المنظمة لا توزع على المشاركين الماء أو الطعام، كل مشارك ملزم بتدبر أموره، والاستعانة بالزاد الذي يحمله في حقيبته، أو الاستعانة بالطبيعة التي حوله، وسط غابات الأمازون، يضيف كريم موسطا: "وصلت إلى البرازيل وانتقلت مع العدائين إلى نهر الأمازون، إذ حملنا في باخرة وابتعدت بنا لمسافة 250 كيلومتر عن قرية سانت ريل، حيث يمر مسار السباق كله وسط الغابة، وتمكنت من الحصول على الرتبة الأولى في أول مشاركة لي، علما أن المنظمين كانوا يحذروننا من وجود حيوانات مفترسة، وأنواع من الخنازير البرية الخطيرة، وحذرونا أيضا من النوم على الأرض، خاصة في الليل، وطلبوا منا استعمال المراهم التي تبعد الحشرات السامة".

الحلقة 13: يوم كاد موسطا أن يفقد حياته في الأمازون

كل شيء كان خطيرا، في ماراثون الامازون، و من الصعب التنقل وسط الغابات الكثيفة والمتشابكة بأشجار تمتد جذورها فوق الأرض، وتحجب أشعة الشمس، ما كان يشكل موانع وعراقيل تعيق ركض المشاركين، كما أن ارتفاع منسوب المياه بدوره شكل عائقا، وتشكل في الكثير من الأحيان على هيئة برك وحلية عميقة، يقول موسطا: "كنا نجري ولا نعرف أين نضع أقدامنا خاصة في المساء، إضافة إلى أن درجة الرطوبة كانت مرتفعة جدا، تصل إلى حوالي 90 في المائة، وعانينا كثرة التعرق، بحكم أنه كان يفرض علينا شرب كمية كبيرة من الماء الغني بالأملاح المعدنية، وكثيرا ما توفي عداؤون بسبب عدم حصولهم على الماء الكافي، والخطير في الأمر، أنه كلما توغلت داخل الغابة، تشعر بأنك تائه ومن الصعب الخروج منها، وفي حالة العياء علي أن أبقى واقفا، وعدم الجلوس على الأرض".

طيلة مساره لم يصب موسطا بأذى إلا نادرا، لكنه نجا عدة مرات من سقوط الأشجار الكبيرة عليه، التي كانت تثير الرعب فيه، سيما أن صيحات القردة كانت بدورها تتعالى كلما سقطت شجرة، وأسقطت معها بضع شجرات أخريات، وفي العديد من المرات كان عداؤون ينسحبون من السباق بعدما يدب الرعب إليهم مما يشاهدونه في هذه الغابات، كما تعرض موسطا مرة، للسعة دبور في عنقه، فانتفخ مكان اللسعة بشكل مهول، حتى كاد ينقطع نفسه، وكاد أن يفقد حياته، غير أن البطل المغربي ظل صامدا وجاهد لبلوغ خط نهاية المرحلة، حيث يوجد المنظمون، والمسعفون والطاقم الطبي، الذين حقنوه بمضاد حيوي أعاد إليه الحياة، واستعاد تنفسه بشكل طبيعي.