الحلقة 14: حياة موسطا في خطر بسبب 5 آلاف دولار

وجد موسطا منافسة شديدة في ماراثون "سانت ريل" في البرازيل، سيما من قبل مجموعة من العدائين البرازيليين، لأن لديهم تجربة كبيرة ويركضون وسط بيئة ألفوها وعايشوها منذ الصغر، لكنه تفوق عليهم في المرحلة الأخيرة التي تمتد على مسافة 80 كيلومتر، ساعدته كثيرا تجربته في ماراثون الرمال، لأنها كانت شبيهة بأجواء الصحراء، حيث الحرارة المفرطة والرمال ووجود عقبات رملية، يحكي موسطا عن هذا السباق قائلا: "التحقت بالثلاثة الأوائل إلى أن ظلت تفضلنا فقط عشرة كيلومترات كلها في منطقة غابوية، وطلبوا مني أن نستريح جميعا، سيما أن الوقت تزامن مع غروب الشمس، والغابة تعج بالحيوانات المتوحشة، ومن الصعب مواصلة الجري، فقررت تغيير ملابسي وأكلت قليلا، لكنهم بعد حوالي ربع ساعة شاهدتهم يسرعون لحزم أمتعتهم للمغادرة، فأخبروني أنهم سيواصلون، لأن الفهود لن تجرأ على الاقتراب منهم إن كانوا أكثر من ثلاثة، وهناك طلبت منهم أن يسجلوا أني أسبقهم ب 45 دقيقة، فدخلنا غابة كثيرة المنحدرات، لكن سقطت علي شجرة بها أشواك حادة، دخلت إحداها في يدي، وآلمتني كثيرا، ولم يكن لدي أية مواد طبية، فاضطرت أن أتبول على الجرح لعل الالم يسكن قليلا ..هذه الطريقة سمعناها من الأجداد لكنها لم تكن فعالة (يضحك)".

 الحلقة 14: حياة موسطا في خطر بسبب 5 آلاف دولار

 ومن المخاطر التي واجهته في السباق نفسه، في الكيلومترات الأخيرة من السباق، تعرضهم رفقة العدائين البرازيليين الثلاثة، لهجمات نمل خطير جدا، في ثلاث مناسبات، وبعد ساعة تقريبا انطفأت المصابيح التي كانوا يضيئون بها الطريق وسط الغابة، ولم يتبق سوى المصباح الذي يمتلكه موسطا، علما أن 10 كيلومترات يمكن قطعها في 45 دقيقة على أبعد تقدير، لكنهم احتاجوا أربع ساعات بسبب الظلمة وصعوبة الطريق، لم يصلوا إلى خط النهاية إلا في منتصف الليل.

يعتقد موسطا أن مشاركته في ماراثون البرازيل خلفت انطباعا قويا، وكان تتويجه باللقب، سببا في اتخاذ مجموعة من القرارات، التي ساهمت في تحقيق العديد من المشاريع المهمة، والتي عادت بالنفع على سكان البوادي والقرى المجاورة لمكان السباق، يشرح موسطا الأمر قائلا: "عندما فزت بماراثون البرازيل لأول مرة في مساري، كان المنظمون يمنحون الفائز 5 آلاف دولار أمريكي، وكانت الجائزة من نصيبي، غير أني لم أكن أعلم حجم المخاطر التي كانت ستواجهني لولا الألطاف الإلهية، أبرزها أن المتسابقين البرازيليين، كانوا يعولون على تلك الجائزة من أجل تأمين فترة مهمة من حياتهم، إذ أن خمسة آلاف دولار تضمن لهم عيش سنوات دون القيام بأي عمل، وكانوا مستعدين لقتلي للظفر بالجائزة المالية…"