يقول البطل المغربي: "ما يميز سباق أوهاها أنه يجرى في الجبال والمرتفعات، وانطلق من نقطة ترتفع عن سطح الأرض بأربعة كيلومترات، كما أن الجري في نقطة مرتفعة مسافة كبيرة عن سطح الأرض تصيب الشخص بالصداع، وارتفاع كبير في الضغط"، وهو ما أثر عليه بشكل كبير، لقد عانى كريم موسطا كثيرا في البيرو، يقول: "بعد أن قطعنا مسافة 30 كيلومتر، أصبت بدوار وشعرت بالغثيان وأصابتني حالة قيء شديدة، بسبب ارتفاع التضاريس وقلة الأوكسجين في الهواء، كادت معها أمعائي أن تخرج من فمي، في الوقت الذي كان البيروفيون يلعبون كرة القدم في تلك المرتفعات بشكل عادي، ويركضون مثل الأحصنة، بالنظر إلى اعتيادهم على الأجواء في المرتفعات".
في المرحلة الأخيرة من ماراثون البيرو، كان على كريم موسطا أن يقطع مسافة 45 كيلومتر، وكانت كلها عبارة عن منحدر ما سهل عليه المهمة، فتمكن من الفوز بهذه المرحلة من ماراثون أوهاها.
ومن جملة الأشياء الجميلة التي يتذكرها في مشاركته في سباق البيرو، هي أن المنظمين كانوا رهبانا، وقبل أن ينطلق المشاركون في أي رحلة كانوا يجتمعون ويمسكون بأيدي بعضهم البعض من أجل الصلاة، كما أن الجميع يتناولون الطعام نفسه، إذ كانوا يقدمون للعدائين قدحا به حساء يضم الفاصوليا والبطاطس والجزر، إضافة إلى قطع من خبز قديم، علما أن البيروفيين كانوا يستعينون بشريط يعلقون عليه قنينتي ماء، إذ لم يكن لديهم حقيبة لجمع الأكل والماء للتزود بهما في الطريق، يضيف موسطا: "أتذكر أننا كنا ننام في بعض الخيام، ونفترش الحشائش على الأرض، إذ كانت الظروف قاسية جدا في ذلك الماراثون، بغض النظر عن الطبيعة البيروفية، التي تتميز بالكثير من الظروف المناخية التي يصعب التأقلم معها بسرعة".
بعد نهاية السباق، استقل موسطا حافلة في اتجاه العاصمة ليما التي تبعد عن مكان السباق بحوالي 450 كيلومتر، وقبل الوصول إلى ليما بحوالي 60 كيلومتر، استوقف رجال الأمن الحافلة عند أحد الحواجز، وشرعوا في فحص وثائق جميع الركاب، إلى أن وصلوا إليه وطلبوا منه جواز سفره، فسلمهم إياه، ففوجؤوا بوجود عدد كبير من الأختام وملئ بعشرات التأشيرات لدول كثيرة عبر العالم، ثم استفسره أحدهم حول ما إذا كان دبلوماسيا، فأجابه بالنفي، ليطلب منه النزول من الحافلة بعدما شكوا في أمره، يوضح موسطا: " لقد اعتقدوا أنني تاجر مخدرات".