الحلقة 18: موسطا يكتشف الجانب الإنساني في سباقات التحدي
من الأشياء الغريبة التي اكتشفها البطل المغربي رفقة صديقه الجديد، العداء الأعمى، الذي رافقه في ماراثون جنوب إفريقيا، أن حاسة سمعه القوية، كانت تساعدهما كثيرا في معرفة بعض المراحل قبل بلوغها، ولا يمكن مشاهدتها بالعين مباشرة، ففي بعض فترات السباق، أخبره أنهما سيصلان إلى مكان فيه خيول، وكان الأمر كذلك، وفي مرحلة ثانية أخبره أنهما سيصلان إلى منطقة بها المياه، وفعلا مرا بنهر.
تمكن موسطا وصديقه، من الدخول في المركز الأول في سباق التحدي بجنوب إفريقيا، بعد قطعهما مسافته في سبع ساعات ونصف، وفي اليوم الموالي وجد صورة كبيرة له ولصديقه على صفحات الجرائد الجنوب إفريقية، وكان ذلك من أهم الماراثونات التي خاضها في مسيرته، والتي يمتزج فيها العمل الإنساني بالرياضي.
يحكي موسطا عن هذا السباق قائلا: "كل شيء مر في أحسن الظروف، رغم أني كنت مضطرا إلى تحمل مسؤولية كبيرة، بحكم أني كنت مسؤولا عن نفسي وعنه في آن واحد، غير أني أتذكر أنه في الليلة التي سنغادر فيها جنوب إفريقيا، طلبت منه أن نخرج معا، فاعتذر عن ذلك، وخرجت وحدي، أبحث عن مكان أستمع فيها للموسيقى، وبعد عودتي في وقت متأخر من الليل، دخلت الغرفة فوجدته يرتب حقيبته وسط ظلام دامس، ففزعت كثيرا، واستفسرت عما يجري، فأخبرني أنه يجمع حقيبته استعدادا للسفر غدا، وهناك سألته لماذا يقوم بذلك في الظلام، وسألته لماذا لم يشعل الضوء، فرد علي بابتسامة عريضة، "أنسيت أني لا أرى"؟ فعلا لم انتبه، وعموما كانت تجربة من أنجح التجارب التي خضتها في مساري الرياضي، إذ كان علي أن أكون قريبا منه، وأن أخدمه من أجل تحقيق طموحه في خوض ماراثون جنوب إفريقيا، وتعرفت من خلاله على طريقة عيش المصابين بالعمى، والصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية، كما أن الصعوبات تتضاعف في سباقات التحدي، إذ كان علينا أن تجاوز العديد من العراقيل، وإنهاء مشاركتنا مع تحقيق نتيجة إيجابية".
ومن الماراثونات التي شارك فيها موسطا أيضا، ماراثون موريتانيا الصعب، الذي يمتد على مسافة 333 كيلومتر، بين مدينتي عطار إلى شنقيط، وكانت اللجنة المنظمة تسلم المشاركين المياه بعد قطع 20 كيلومتر، علما أن ماراثون الرمال بالمغرب يمتد على مسافة 250 كيلومتر، يتم قطعها في ستة أيام، وموزعة عبر ستة مراحل، إلا أن ماراثون موريتانيا مسافته أطول، والجري فيها يكون دون توقف، وأكملها موسطا في 72 ساعة.