دمية بالية تدخل موسطا العمل الإنساني وذباب كوناكري كاد يقتله!

الفوز والتتويج والشهرة والمنح، ليست الاستفادة الوحيدة التي خرج منها البطل العالمي كريم موسطا من مشاركته في سباقات التحدي، بل تعلم أشياء كثيرة، ففي موريتانيا مثلا، التقى في طريقه بفتاة صغيرة تتشاجر مع شقيقتها على دمية مصنوعة من مواد بدائية، رثة وممزقة، وعندما عاد إلى فرنسا وجد ابنته "سارة" غير آبهة بالألعاب الكثيرة التي تمتلكها، فطلب منها أن تحافظ عليها، وأخبرها بقصة الشقيقتين في موريتانيا ومعاناتهما مع ندرة الالعاب، فقامت ابنته بوضع جميع لعبها ودماها في حقيبة، وطلبت منه أن يعطيها للفتاتين بموريتانيا، ومن تلك الفترة، دأب كريم موسطا على حمل الكثير من الألعاب وبعض الأدوات الصالحة للاستعمال، من أجل توزيعها على المعوزين في جميع دول العالم التي يسافر إليها.

دمية بالية تدخل موسطا العمل الإنساني وذباب كوناكري كاد يقتله!

واقعة دمية الفتاتين تطورت، سيما ان كريم بدأ يحكي قصته مع ابنته ساره، والشقيقتين الموريتانيتين، في المدارس التي تستقبله لعرض مسيرته الرياضية على الأطفال والتلاميذ، يضيف موسطا في هذا الصدد: "فوجئت في أحد الأيام بإحدى المدرسات تخبرني أن جميع تلامذتها تأثروا كثيرا بقصة الفتاتين وأنهم في صباح اليوم التالي حملوا معهم جميع لعبهم، وطلبوا منها تقديمه له، من أجل توزيعها أثناء تنقلاته في العالم، على الفقراء والمعوزين".

لم يقتصر الأمر على الدمى فقط، بل أصبح كريم موسطا يبحث عن الأشخاص من ذووي الاحتياجات الخاصة لتوزيع الكراسي المتحركة عليهم، وكانت أول عملية من هذا النوع قام بها، أثناء وجوده بالمغرب، إذ كان يوزع الدمى على بعض الأطفال ببوسكورة، وهناك جاءته امرأة تحمل ابنها المُقعد في عربة يدوية، بسبب عدم توفره على كرسي متحرك، ووعدها بالعودة وجلب كرسي متحرك له، وفور عودته إلى فرنسا، اتصل ببعض الجمعيات الاجتماعية والمحسنين الذين سلموا له العديد من الكراسي المتحركة، وقدمها إلى إحدى الجمعيات ببوسكورة التي تكفلت بتوزيعها على المعاقين، وتكرر معه الأمر عدة مرات.

إفريقيا أيضا، كانت مسرحا لمغامرات موسطا في ماراثونات التحدي، من خلال مشاركته في سباق غينيا كوناكري، يحكي عن هذه التجربة قائلا: "كنت أحمل معي دائما المراهم والأدوية المضادة للأمراض المنتشرة هناك، كالحمى الصفراء وأيضا المضادة للسعات الذباب الخطير تسي تسي، غير أنني لاحظت أن بعض العدائين الأفارقة يكتفون فقط بحمل الثوم معهم، فقررت أن أفعل مثلهم خاصة أنني كنت لا أحب الأدوية كثيرا وأميل إلى العلاج بما تجود به الطبيعة، غير أنه كان قرارا سيئ كاد يودي بحياتي".

ففي ماراثون لاغويان، حيث ينتشر الذباب كثيرا، تعرض موسطا للسعات مميتة، أدخلته للمستشفى للعلاج لـ 15 يوما، وكان قريبا من حافة الخطر، سيما أن الذباب الذي هاجمه كان خطيرا وساما، في فترة علاجه فقد الكثير من الكيلوغرامات من وزنه، لحسن حظه عادت إليه عافيته تدريجيا بعد شهر من المعاناة.