الرجاء البيضاوي... أزمـة عميـقة جدا

يشبه كثيرون الوضع اليوم داخل فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم بتلك الحسناء الشابة، التي تثير خيال المبدعين، والتي تستحق كل الحب، لكنها أيضا تغيظ النساء، ولسوء حظها أنها لا تنعم بالاستقرار. ما يعانيه فريق الرجاء البيضاوي يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة بعدما تعاقب عليه 5 رؤساء في ظرف لا يتعدى 5 سنوات، الأمر الذي يجعل العديد من المراقبين يتساءلون عن أسباب الأزمة، هل هي تسييرية عميقة، وناتجة عن نزاعات داخلية بين الأشقاء (برلمان النادي)؟ أم بسبب فساد نظام أكل عليه الدهر وشرب، وبحاجة ماسة لتجديد أكثر حكامة؟.

الرجاء البيضاوي... أزمـة عميـقة جدا

بات فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم مقبلا على عهد جديد، بعدما أصدر المكتب المسير للنادي، برئاسة أنيس محفوظ، بلاغا،  الاثنين الماضي، قدم من خلاله استقالته الجماعية، والدعوة لعقد جمع عام انتخابي مع نهاية الموسم. وتأتي هذه الاستقالة عقب إقصاء مرفوض من ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام نادي الأهلي المصري، ثم الهزيمة الأخيرة أمام متذيل الترتيب العام للبطولة الاحترافية الأولى، سريع واد زم، بهدف دون رد، ضمن الجولة 24، الأمر الذي جعل حظوظ الفريق تتقلص ضمن صراعه مع جاره الأحمر، في التنافس على لقب بطولة الموسم الجاري.

غياب الاستقرار

تأسف عبد الحميد الصويري، الرئيس الأسبق لنادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم، كثيرا للوضع الذي بات عليه فريقه، ولم يشأ الحديث أبدا حول الموضوع، إذ اعتذر بدعوى وجوده في مهمة خارج الوطن، لكنه لم يخف تأثره لما يحدث بالنادي، وقال بنبرة حزينة، خلال حديثه الهاتفي مع "لومتان سبورت"، "رفعوا ضدنا لافتة "باسطا" في المدرجات، فابتعدنا بشكل كلي". ولم يتردد الصويري، الذي يعد ضمن قائمة ما يعرف بمجلس "حكماء الرجاء"، في التعبير عن غضبه الكبير، لما أضحى عليه فريقه الأخضر، وقال "أصبحنا نخجل حين نتلقى سؤالا حول أزمة فريق الرجاء رفقة الأصدقاء"، ورغم ذلك أكد أن حبه للنادي أبدي، ولا نقاش فيه.

ويسابق منخرطو فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم الزمن لعقد جمع عام استثنائي قبل نهاية الموسم الرياضي الحالي، خلافا لما تحدث عنه الرئيس أنيس محفوظ ومكتبه المديري، خاصة أن عددا، وفق مصدر مطلع، من أعضاء المكتب المسير للنادي قدموا استقالاتهم، واستجابوا على الفور لمطالب الجماهير الرجاوية، كما أن الاستقالات تتوالى يوما بعد يوم، ما يستوجب التعجيل بعقد جمع عام استثنائي لانتخاب رئيس ومكتب جديدين. وكشف المصدر ذاته عن اتساع رقعة الاستقالات بمكتب الرجاء، منذ اجتماع يوم الاثنين الماضي، بأكاديمية النادي ببوسكورة، وأبرز المستقيلين عبد الإله الابراهيمي، الناطق الرسمي باسم الفريق، وعصام الابراهيمي، الكاتب العام، وسفيان السعيدي، النائب الثاني للرئيس، ومحمد وسيل، نائب أمين المال، إضافة إلى مستشارين.

أسماء مرشحة

ككل مرة وفي أعقاب كل أزمة، تعود أسماء بعض الرؤساء السابقين إلى الواجهة. وفي هذا الإطار بدأ الكلام عن محمد بودريقة، وأيضا عن سعيد حسبان، كمرشحين تطالب بعض الأصوات بعودتهما أو أحدهما إلى دفة التسيير، وإصلاح ما يمكن إصلاحه. وأوضح المصدر ذاته أن بودريقة وحسبان شرعا في التواصل مع عدد من المنخرطين، تمهيدا لتشكيل لائحتي الترشيح للجمع العام المقبل.

غياب الاستقرار التقني

عدم الاستقرار الإداري خلال السنوات الماضية وازاه إفلاس واضح على صعيد الاختيارات التقنية، إذ تعاقب على فريق الرجاء 5 مدربين في مدة عامين فقط. فبعد استقالة أو بعبير أصح إقالة جمال السلامي، تعاقدت إدارة الرجاء مع التونسي لسعد الشابي، ثم بعده البلجيكي مارك فيلموتس، ثم فترة المؤقت رفقة ابني الدار بوشعيب لمباركي ومحمد البكاري، قبل أن يجري التعاقد مع رشيد الطاوسي، الذي كان سبقه ابن مدينته سيدي قاسم، عزيز العامري، الذي عين مديرا رياضيا للنادي، ومستشارا تقنيا للرئيس. وبات رحيل المدرب رشيد الطاوسي عن الفريق الأخضر مسألة وقت فقط، بعد إعلان المكتب المسير الحالي استقالته، خاصة أن فئة كبيرة من الجماهير الرجاوية تطالب بتغيير تقني جديد، لأن الطاوسي أخفق في تحقيق النتائج المطلوبة، خصوصا على الواجهة القارية.