أجرى الحوار: ربيع الوريضي
== في البداية، كيف ترى أزمة فريق الرجاء حاليا في ظل الاستقالة الجماعية للمكتب المسير؟
أرى أن الأزمة داخل فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم عميقة جدا، خاصة في شقها الإداري والتسييري. ولا يعقل مطلقا أن يمر على الفريق 5 رؤساء في ظرف لا يتعدى 5 سنوات، وهذا أمر يجب الوقوف عنده وقراءته من مختلف الزوايا. أعتقد أن ما يقع داخل النادي يجب أن يتحمل مسؤوليته الجميع، وبالدرجة الأولى المنخرطون والجمهور، إذ أن أي فشل تسييري يجب أن يتحمله المنخرط الذي اختار الرئيس ومنحه صوته وثقته خلال أشغال الجمع العام. هذا الأمر يحيلنا على فشل المنظومة الكروية بشكل عام، وبالتالي يجب التفكير في منظومة جديدة لإفراز مسيرين من المستوى العالي وبمنهجية علمية.
== لنتعمق أكثر في عبارة المنظومة الحالية فاسدة في منهجيتها؟
المنظومة الحالية فاسدة ولا تشجع على الانخراط في التسيير الرياضي، خاصة أنها لا تسمح بمحاسبة الرئيس على اختياراته وقراراته خلال فترة ولايته. أعتقد أن المشكل العميق داخل نادي الرجاء مرتبط بالأساس بالهيكلة التسييرية، لأن كل رئيس يفعل ما يشاء، ويرتكب مجموعة من الأخطاء ويتركها للرئيس الذي يليه، وبالتالي هذا النظام يمنح الفرصة لأصحاب النوايا السيئة لإدراك أنهم لن يحاسبوا بتاتا، مع أنهم يتلقون وابلا من السب والشتم من طرف الجماهير. أعتقد أيضا أن هذا النظام يؤزم الوضعية المالية للفريق، وأن الأمور تتعمق أكثر من ولاية إلى أخرى ومن رئيس إلى آخر، وخير دليل أن الأمور معقدة منذ أكثر من 5 سنوات، أي منذ فترة الرئيس محمد بودريقة. المشكل عميق جدا داخل فريق الرجاء البيضاوي، ولا يمكن لأي مكتب مسير أن يجد الحلول المناسبة في ظرف وجيز، خصوصا أن فئة كبيرة من الجماهير تضغط بشكل رهيب بعد أي هزيمة، ولذلك أصبح المسير يفكر فقط في مباراة كل نهاية أسبوع، في الوقت الذي من المفروض التفكير فيما هو أكبر من ذلك بكثير، وبالتالي سنظل ندور في حلقة مفرغة دون أن نجد حلولا حقيقية للأزمة.
== هل أنت متفق مع الفئة التي ترى أن فريق الرجاء بحاجة لأصحاب "الشكارة" كما يقال؟
بحكم أنني ابن فريق الرجاء، وأعرف ما يحدث داخليا، يمكنني، بهذه المناسبة، أن أوجه رسالة واضحة لفئة كبيرة من الجماهير التي تنتظر أن يأتي رئيس جديد لديه "شكارة" لتسيير الفريق. هذا الحل ليس سليما أبدا، لأن أي هزيمة سيتلقاها الفريق في أي منافسة ستجعل الرئيس الجديد يتلقى وابلا من السب والشتم، وبالتالي سنواصل الدوران في حلقة مفرغة دون حلول واضحة المعالم. مواصفات الرئيس الجديد الذي لديه "شكارة" غير موجودة، بتاتا، داخل هيئة المنخرطين حاليا، رغم أنني أعلم أن هناك ثلاثة أو أربعة منخرطين لديهم إمكانيات مادية محترمة، لكنهم غير مهتمين بالمشاركة في المكتب المسير، لكثرة انشغالاتهم، ثم أيضا لأنهم يدركون أنهم سيلقون نفس مصير من سبقهم للتسيير، وغير مستعدين لتلقي عبارات السب والشتم والتهديد، وهذا أمر خطير جدا.
== في نظرك، ما هي الحلول الفعالة التي بإمكانها إخراج الرجاء من أزمته التسييرية؟
يجب المرور بسرعة إلى نظام الشركة الرياضية بقواعدها القانونية، وليس مجرد شركات رأت النور بطرق ملتوية، ينسبها البعض إلى نفسه. يجب العمل بالنظام الحقيقي للشركة، بمعنى القيام، أولا، بتقييم مؤسسة نادي الرجاء الرياضي، أي افتحاص عالمي لتحديد سومته المالية، وفي الخطوة الثانية، يجب جلب مستثمرين ومنحهم نسبة 70 في المائة من أسهم الشركة الرياضية، كما ينص على ذلك قانون التربية البدنية 30.09، وبالتالي سيصبحون بقوة القانون هم الملاك الحقيقيين للنادي وفق منظور الشركات الكبرى كما يحدث، حاليا، في كبريات الأندية العالمية، بالتالي سيتم تجريد المنخرطين من أي دور، إذ أن الملاك الجدد يقومون بتوظيف أشخاص يسهرون على تسيير النادي، وفق استراتيجية واضحة المعالم، كما يحدث في جميع الأندية العالمية، إلى درجة أننا لا يمكننا، بتاتا، معرفة الرئيس الحقيقي للنادي، لأن هناك مجلس إدارة.
== في انتظار الجمع العام الاستثنائي، يردد البعض أسماء مرشحين لمنصب الرئاسة...
إلى حدود اللحظة لم يقدم أي مرشح برنامج عمله للمنخرطين، ولم يتم استدعائي لأي اجتماع بهذا الخصوص، وبالتالي ليست هناك ترشيحات بمفهوم الكلمة.