وكانت الصافرة الختامية للحكم الجنوب إفريقي، فيكتور غوميز، بمثابة إعلان انطلاق الاحتفالات بأغلب أزقة وشوارع العاصمة الاقتصادية، إذ تسابقت الجماهير الحمراء لتخليد حدث التتويج الثالث في تاريخ الفريق، بعد نسختي 1992 بقيادة المدرب الأوكراني سيبستيان يوري، و2017 بقيادة المدرب الحسين عموتة. وتوجهت الجماهير إلى الساحات الكبرى والمناطق والأحياء المعروفة بعشقها وانتمائها للون الأحمر (ساحة لاكونكورد وحي المعاريف والمدينة القديمة وعين الذئاب..)، إذ رحب بهم المشجعون الذين اكتفوا بمتابعة المباراة النهائية من المقاهي أو المنازل..، وانضافت إليهم الجماهير المتيمة بعشق الفريق الأحمر، وكانت الاحتفالات رائعة إلى درجة الهيستيريا، وهناك رقص الجميع وغنوا تحت أهازيج ودادية معروفة تتغنى بها "ألترا الوينرز" مع تأثيرات صوتية وضوئية للسيارات، والشهب الاصطناعية.
والاحتفال بلقب دوري أبطال إفريقيا كان بمثابة ملحمة رياضية رائعة، إذ كانت سابقة من نوعها منذ عودة الحياة إلى طبيعتها بعد تجاوز مرحلة فيروس كورونا المستجد، وما شهدته من فترات متقطعة للحجر الصحي.
وانتقلت الاحتفالات إلى باقي المدن المغربية الأخرى، وبحسب مقاطع فيديو نشرتها عدد من الصفحات الودادية على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الإنجاز التاريخي أخرج المواطنين إلى الشوارع في وقت متأخر، خصوصا بالعاصمة الرباط، وفاس، ومراكش، والداخلة، والعيون...
تنظيم محكم للحدث القاري
من جهة أخرى، لمس متابعو كرة القدم العربية والقارية والعالمية جودة وحسن تنظيم نهائي دوري أبطال إفريقيا بملعب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء، إذ مر الحدث القاري الذي تابعه العالم عبر عدد من القنوات العربية والدولية في أجواء رياضية جيدة، ولم تسجل ولو نقطة سلبية واحدة منذ بداية المباراة إلى نهايتها، مرورا باحتفال الجماهير الودادية بهذا التتويج.
وجاء التنظيم المحكم ليشكل أفضل رد لادعاءات بعض الأصوات المصرية، التي أبدت تخوفها من حدوث انفلاتات أمنية كما حدث قبل يومين في ملعب فرنسا بضاحية العاصمة الفرنسية باريس، خلال نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي، والتي أدت إلى أعمال عنف وفوضى، وبالتالي تأخر انطلاق المباراة لأكثر من 35 دقيقة، ما جعل السلطات الفرنسية تتلقى عاصفة من الانتقادات.
وأشاد السويسري جياني ايفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي تابع المباراة من المدرجات الرسمية لملعب محمد الخامس، بجودة التنظيم، وبمجهود السلطات المغربية التي استنفرت كل وسائلها الأمنية لإنجاح هذا العرس الرياضي الإفريقي. معلوم أن المديرية العامة للأمن الوطني جندت المئات من عناصرها، وأعدت برنامجا دقيقا، لأجل مواجهة أي شغب محتمل، وانتشرت القوات الأمنية بالمدرجات، وبمحيط الملعب، ضمانا لنجاح المباراة، التي حضرها العديد من الضيوف الأجانب. وتم تسخير جميع الموارد البشرية والتجهيزات اللوجستيكية الضرورية لتوفير الأجواء الآمنة لمرور المباراة النهائية في أحسن الظروف التي تليق بسمعة بلادنا على المستويين الإقليمي والدولي.