وقرر اليويفا إقامة نهائي الموسم المقبل (2022-2023) على ملعب "أتاتورك" بمدينة اسطنبول التركية، وموسم (2023-2024) بملعب ويمبلي في لندن العاصمة الإنجليزية، على أن يقام نهائي الموسم (2024-2025) على ملعب "أليانز أرينا" بمدينة ميونيخ الألمانية.
وبناء على هذا القرار، كل الأندية الأوروبية، التي ستشارك في نهائيات هذه المواسم، تعرف منذ الآن أين ستخوض المباراة النهائية، بقطع النظر عن طرفي الدور النهائي.
قرار اليويفا لم يترتب عنه صدور أي رد فعل من طرف مسؤولي الأندية، ولا أي ضجة إعلامية، أو توجيه اتهام لهذا الجهاز المشرف على كرة القدم بالقارة العجوز، في هذا التحديد القبلي.
لماذا لم يقع هذا الرد هناك؟
بكل بساطة، لأن هناك أولا احترام الجميع لليويفا وقراراته، وثانيا، أن كل مكونات اللعبة الأكثر شعبية في العالم يثقون في شيء واحد، وهو أن المستطيل هو الفيصل إلى جانب التحكيم.
بالمقابل لماذا يحدث هذا هنا؟ بدليل ما حصل مع نهائي دوري الأبطال لهذا الموسم، من جانب الأهلي.
فرغم صدور العديد من التوضيحات، بخصوص الكيفية التي تمت بها عملية منح المغرب ديموقراطيا، استضافة نهائي دوري الأبطال لموسم 2021-2022، أقام المصريون في شخص إدارة الأهلي وبعض وسائل الإعلام، ولم يقعدوا الدنيا، من خلال توجيه الاتهامات طولا وعرضا، وتخصيص برامج للحديث عما سموه بـ "العدالة الرياضية"، بل وصل الأمر إلى حد قيام مجلس إدارة نادي الأهلي بخلق لجنة أطلق عليخا اسم "أزمة نهائي دوري الأبطال" ترأسها الرئيس محمود الخطيب، وكذا توجيه شكوى إلى المحكمة الرياضية (طاس)، وإصدار بيانات الواحد تلو الآخر للحديث عن (التاشيرة والحكام، والمكان، التي ستجلس فيها الجماهير بالملعب، وإشراك نادي الرجاء في عملية بيع التذاكر لولا بيان حقيقة الفريق الأخضر....)، ناهيك عن تلك الاتهامات التي وجهوها إلى فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم...
الآن، يتضح جيدا، لماذا يتطور الهناك نحو الأفضل ونحن نتراجع إلى الوراء؟ لأن الهنا يشتغل بأمور بعيدة كل البعد عن الرياضة، الشئ الذي يؤدي إلى عدم احترام المؤسسات الساهرة على أمور كرة القدم، والامتثال للقوانين المعمول بها، وهذا ما كان يدافع عنه لقجع في الكثير من المناسبات.
درس بليغ للأندية الأوروبية، في التعامل الاحترافي مع قرار الجهاز المشرف على كرة القدم، بتفادي خطاب المظلومية، إما عن طريق إصدار بيانات أو الدفع بوسائل الإعلام المتعاطفة مع هذا الفريق أو ذاك للحديث عن "العدالة الرياضية".
فما رأي محمود الخطيب ومعه مجلس إدارة الأهلي، الذي يستعد لعقد ندوة صحفية السبت المقبل للحديث عن نهائي دوري الأبطال؟