راقني جدا أن الزاكي كان وحيدا في المنصة خلال الندوة، في إشارة ذكية منه إلى أنه هو من يتحمل المسؤولية من حيث الجانب التقني، وهو ما أكد عليه في إحدى لحظات اللقاء الصحفي لما قال "هادشي أنا غادي نتحاسب عليه".
استفزتني بالمعنى الإيجابي للكلمة، الكيفية التي أدار بها الزاكي الندوة، في البداية تحدث عن البرنامج الإعدادي، والمباريات الودية مع تحديدها زمنيا ومكانيا، ثم الكشف عن اللائحة النهائية للاعبين الذي سيخوضون الموسم الرياضي المقبل.
انتهى كلامه عن هذه النقاط، والذي بالمناسبة كان بعيدا عما أسماه بـ "لغة الخشب"، ثم مر إلى المرحلة الثانية من الندوة، بفتح باب التساؤلات أمام وسائل الإعلام التي كانت حاضرة.
هنا، أيضا، كانت المقاربة الاحترافية، حيث إن المعلومات يتم الكشف عنها من خلال نوعية الأسئلة المطروحة، باتباع أليات التوضيح والنفي والتأكيد، ما جعل الرأي العام يتكون لديه تصور واضح عن فريقه من حيث الوعود والوضع بكامل تجلياته.
أمام هذه الطريقة – المنهجية، الا تستحق هذه الندوة الوقوف عندها، كشكل من أشكال التعامل الاحترافي من زاوية احترام الأنصار والجماهير والمتعاطفين والمحبين.
وأنا أتابع ندوة الزاكي، كانت تتماثل أمامي تلك الصور، والتصريحات لبعض مسؤولي الأندية الوطنية بالتزامن مع فترة الانتقالات الصيفية، وحال لساني يقول، ماهي الصورة التي نريد أن يكون عليها منتوجنا الكروي في ظل تزايد الإشادات عربيا وقاريا وعالميا؟.
الإجابة، بداية طريق الاحتراف بالمعنى المتعارف عليه، والذي يحتل حيزا كبيرا لفظيا، وضيقا عمليا للأسف.