ولا أظن أن توصيفكم بأحد أفضل المسيرين في القارة السمراء، من قبل المجلة الكينية "ديلي نيشن" في مقال معنون بـ "فوزي لقجع: صاحب الرؤية المتبصرة الذي تقوده مقاربة ثلاثية الأبعاد"، هو من باب المحاباة أو ما شابه ذلك، بل العكس كان الوسم والتوصيف مسنودا بالمنجزات التي لا تخطئها العين الموضوعية، والحيادية.
والمتتبع لخطواتكم ومبادراتكم وتصريحاتكم، في كل مناسبة أو لقاء أو حدث، تجعله معتزا وفخورا بكم، لكونه يلمس التجسيد الفعلي لتلك المقولة المشهورة "الرجل المناسب في المكان المناسب"، وما ترتب عن ذلك من حضور المغرب كصوت مسموع ومزعج ومشاكس بخلفية الإيمان القوي بالروح الرياضية، في الأجهزة المسيرة سواء بالكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، أو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)...
قبالة هذه الصورة الباعثة على الاعتزاز، نجد هناك أمورا تحدث في منظومتنا الكروية مقلقة، وتدعو إلى الاستغراب، بل وفي أحايين عدة إلى طرح اسئلة من شاكلة "بأي معنى نمارس الاحتراف؟ هل ما تشهده بطولتنا الكروية تساير طموحات وتطلعات المكتب المديري لجامعة كرة القدم بقيادة السيد لقجع، والمصرح بها علنا منذ ولايته الأولى؟، ثم هل انتم راضون على ما شهدته بداية الموسم الكروي الحالي من أشياء لا يمكنها إلا أن تعرقل مسار الرقي بكرتنا الوطنية وجعلها تدخل دائرة الاحتراف المتعارف عليه عالميا، وقبل هذا وذلك، تتماشى وتساوق مع استراتيجيتكم المحكومة بشغفكم اللا محدود باللعبة الأكثر شعبية في العالم؟
هنا تقفز على التو، وإلى السطح. أولا، اعتراض أولمبيك آسفي على جلوس المدرب التونسي فوزي البنزرتي في دكة البدلاء لفريق الرجاء الرياضي برسم الجولة الأولى، وما تلاه من اعتذار للعضبة الوطنية الاحترافية بعدم إخبار جامعة كرة القدم لكي تعلم الفيفا بالقرار. ثانيا، كيف يعقل أن اللجنة المختصة بتأهيل اللاعبين، ترفض بالترخيص لـ 160 لاعبا لكي يعززوا صفوف الفرق التي انتقلوا إليها، وهي بالمناسبة ما زالت لديها منازعات ومشاكل لم تحل بعد...هذا دون الحديث عما تعيشه فرق أولمبيك خريبكة (صعوبة عقد جمع عادي)، والمولودية الوجدية (غياب ملعب لإجراء التداريب)، وسريع واد زم والشباب الرياضي السالمي (عدم وجود ملعب إجراء مبارياته برسم البطولة الاحترافية الدرجة الأولى...
بكل صراحة، ما يثار من نقاشات في برامج على أثير راديو مارس، الصباحية والزوالية والمسائية، مقلق ومزعج...ولعل هذا ما دفع كريم إلى القول "براكا...يجب وضع حد لهذه الأمور" او لينو باكو "حشومة"...وهنا ودون أي تردد قفز اسم فوزي لقجع، وقلت مع نفسي "حرام أن تصطدم طموحاتكم بمثل هذه الأمور التي تخدش صورة الإبهار المغربي رياضيا...وبالتالي أضم صوتي إليهما لأقول بالفعل براكا (باسطا)".
فماذا أنتم فاعلون للمضي قدما في هذا الصرح الرياضي "مايد إن موروكو"؟