أشاد عبد الرزاق شليح، المحاضر الدولي لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بالمستوى الذي قدمه المنتخب الوطني في مباراته الإعدادية الدولية التي جمعته بمنتخب الشيلي، وبالروح التي زرعها وليد الركراكي، في نفوس لاعبي منتخب أسود الأطلس، مشيرا إلى أن المباراة أدخلت لجمهور المغربي أجواء المونديال قبل انطلاقته، وقال « المباراة الإعدادية الدولية أمام منتخب الشيلي أدخلتنا في أجواء المونديال وأعطتنا الانطباع وكأننا في نهائيات كأس العالم في قطر»، وزاد « بطل المباراة هو المدرب وليد الركراكي، لأنه نجح في بلوغ ما كان يصبو إليه وإلى ما كان قد أشار إليه في تصريحاته السابقة».
ونوه المدير التقني الوطني السابق، في حديثه لـ «لومتان سبورت»، بالطريقة التي قادها بها الركراكي المنتخب الوطني في هذه المباراة، وقال « نجح الناخب الوطني في إشعال المنافسة بين لاعبي المنتخب الوطني في جل مراكز اللعب وفي كل مساحات الميدان، جميع اللاعبين قدموا أداء مميزا وكأن الركراكي وصل إلى ما كان يريده حينما قال أريد أن أضع اللاعبين في ظروف مواتية وجيدة للعطاء الافضل وأظن انه توصل الى هذا العطاء».
وسجل الإطار الوطني صاحب التجربة الإفريقية الكبيرة، بعض الهفوات التي سقط فيها بعض اللاعبين والتي يمكن تجاوزها مستقبلا، وقال « قدم اللاعبون مستوى مميزا في المباراة أمام منتخب الشيلي، كان هناك تفاهم كبير على مستوى الدفاع الخطي، ولو أنه كان هناك بعض النقص على مستوى التغطية والتموضع وهو ما يمكن تصحيحه في المباراة المقبلة، فيما قدم وسط الميدان أداء دفاعيا جيدا وأداء هجوميا مميزا، بالنسبة لخط الهجوم كان ينقصنا بعض التفاهم ويلزم بعض الوقت، في المباراة الثانية أمام منتخب البارغواي ربما سنرى المنتخب المغربي يؤدي أفضل»، وتابع « أعتقد أن هناك بعض الهفوات على مستوى ضياع الكرة في وسط الميدان وبعض الأخطاء على مستوى نقل الكرة والوصول إلى التميز في ما يخص الحفاظ على الكرة».
ويري شليح أنه يتوجب على لاعبي المنتخب الوطني تنويع طرق تنفيذ الكرات الثابتة، من أجل البحث عن الاستفادة منها واستثمارها لبلوغ مرى الخصوم، وقال « في ما يخص الكرات الثابتة لم نستفد منها في مباراتنا أمام منتخب الشيلي، أعتقد أنه يتوجب على المدرب الاشتغال على هذه النقطة حيث يستحب لعبها بين اللاعبين من خلال لمستين أو ثلاثة بدلا من لعبها مباشرة صوب المرمى»، واسترسل « أعتقد أن الحرص على تنفيذها من خلال تمرير الكرة بين اللاعبين سيمكننا من تفادى تموضع الجدار، لعبنا ثلاث كرات ثابتة بطريقة مباشرة كلها ارتطمت بجدار الخصم لكل من زياش حكيمي وصبيري».
وأفاد المدرب السابق لفريق دجوليبا المالي، أن وليد الركراكي أعاد الاعتبار للمدرسة المغربية، وأثبت أن لأكر الوطنية قادرة على قيادة المنتخب الوطني لتقديم مستوى مميز، وقال « كما قلت في البداية، الركراكي يظل هو بطل هذه المباراة لأنه ذكرني بعبد الله بليندة، هذه هي المدرسة المغربية التي تتميز بالعطاء والتحرر من القيود لقد رأينا اللاعبين متحررين من قيود النهج التكتيكي الذي تركه البوسني وحيد هاليلوزيتش والذي كان يقيد اللاعبين»، وأضاف « لاعبو المنتخب الوطني خلال المباراة أمام منتخب الشيلي تحرروا كل القيود التكتيكية، وأعطوا ما عندهم، ننتظر منهم أداء أفضل في المباراة الإعدادية الثانية أمام منتخب الباراغواي، قبل الذهاب الى المونديال حيث سنواجه منتخبات تلعب بطريقة مفتوحة على غرار منتخبي كرواتيا وبلجيكا».
وأشار شليح إلى أن المباراة الإعدادية الثانية أمام منتخب البارغواي يظل مهمة بالنسبة للطاقم التقني الوطني للدفع بلاعبين أخري وأخذ فكرة موسعة على جل العناصر، مشيرا إلى أهمية تفادي تعرض اللاعبين للإصابة، وقال « أعتقد أنه من المهم خلال المباراة الإعدادية الثانية أمام منتخب الباراغواي تأكيد المستوى الجيد الذي ظهر عليه اللاعبون أمام منتخب الشيلي، والأهم من هذا هو تفادي تعرض اللاعبين للإصابات، وعلى الركراكي، أن يمنح الفرصة للاعبين آخرين خصوصا على مستوى الدفاع لتجريب عناصر أخرى لتوسيع قاعدة الاختيار»، وأردف بالقول « أشرف داري كان جيدا وتميز بالسرعة، لاعب مقاتل، جيد في استرجاع الكرة لكن ينقصه بعض الثبات والذكاء في التموضع وتحسين جودة نقل الكرة إلى لاعبي وسط الميدان». وتحدث الإطار الوطني عن دور مساندة الجمهور والدعم الذي يقدمه للاعبين، وهو ما تأكد في المباراة أمام متخب الشيلي التي شهدت حضور كبير للجماهير المغربية التي دعمت وساندت لاعبي المنتخب الوطني في المباراة، وقال « الجمهور ملح كرة القدم يمنح المباريات رونقا آخر، هو ما اتضح خلال مباراة المغرب والشيلي التي شهدت حضورا كبيرا للجمهور المغربي»، وتابع « الجمهور الذي حضر كان له دور كبير في تقديم أسود الأطلس لمستوى كبير، قام بدوره على أكمل وجه، ساند اللاعبين ودفعهم لتقديم أفضل ما لديهم وبث فيهم الروح القتالية وروح الابداع الذي تتميز به المدرسة المغربية».