ويأتي هذا الحضور القوي للسؤال، والمباراة جاءت مباشرة بعد الديربي البيضاوي بين الغريمين التقليديين الرجاء والوداد وما رافق هذا اللقاء اثناءه وبعده من كلام كثير غالبيته مشكل من أحكام مسبقة.
في الحقيقة، الديربي كان فقط السبب الذي أعاد طرح السؤال، على اعتبار أنه ظل يلازمني منذ "قضية البنزرتي" وجلوسه في ذكة البدلاء الرجاء أمام أولمبيك آسفي مع انطلاق الدوري الاحترافي، دون أن أنكر أن هذه القضية تدفعني إلى استحضار رغم عني، قضايا أخرى على غرار البيضي تمثيلا لا حصرا.
بكل صراحة تحسرت وتأسفت في الوقت ذاته، وأنا أتابع مباراة ملعب نوكامب ببرشلونة، التي عرفت حضورا لمعنى الاحتراف في أبهى صوره، التنافس، الندية، والشراسة، احترام قرارات الحكم، احتجاجات اللاعبين تتم بطريقة "ولا أروع"، دكة البدلاء منشغلة بكيفية تحقيق الأفضل، الجمهور يشجع ويخلق لنفسه متعة المشاهدة لا وجود للشماريخ ولا القنينات والشهب الاصطناعية، الكل يعبر عن تفاعله مع مجريات اللقاء في احترام تام لقاعدة "الفير بلاي" أي الروح الرياضية.
نعم تحسرت وتأسفت، لما استرجعت شريط الديربي وبعض السلوكات التي نعاينها في هذه المباراة أو تلك....والأكثر من ذلك ما بتنا نسمعه من وجود مؤامرة تحاط ضد هذا الفريق أو ذاك، واستعمال ألفاظ "كبيرة" نحن في غنى عنها من قبيل "مجزرة تحكيمية".. وهنا أود أن أهمس في أذن المسؤولين داخل الفرق، فغياب اللياقة التعبيرية وطريقة اختيار الكلمات والملفوظات، تزيد من شحن الجماهير، وحذار من مسايرة أراء الجماهير، "المسؤول المفروض فيه أن يكون ساهرا على الدفاع عن القانون ومدافعا عن حقه باللجوء إلى المؤسسات المعنية، لا أن ينجر وراء الجماهير، التي لها خصوصيات في الغالب لا تكون لها أي صلة بلعبة كرة القدم".
نعم تحسرت وتأسفت، على ما أعطته مباراة البارصا والبايرن من دورس في معنى الاحتراف فعلا لا قولا ومن كل النواحي، بلغت ذروتها خلال لحظة الإعلان غن ضربة جزاء لصالح برشلونة، أقر حكم اللقاء مشروعيتها في البداية، لكن مساعديه في غرفة الفار طلبوا منه العودة إلى هذه التقنية للتأكد من صحتها أو عدمها، وفي رمشة عين أخذ قرار إلغائها.
أدعوكم إن تابعتهم المباراة، إلى استعادة هذه اللقطة، وما رافقها من قرارات، بالله عليكم هل شاهدتم تلك الصور الني عايناها في مباراة الوداد والرجاء عقب اي قرار للحكم سمير الكزار؟
يبدو أن عملا كبيرا وشاقا ينتظر المسؤولين على كرة القدم للرقي بكرة القدم حتى تلج عالم الاحتراف الحقيقي لا الشكلي.
صحيح أن التتويجات مهمة في كل مسابقة تكون فيها كرة القدم الوطنية حاضرة فيها، لكن هذا لا يجب أن ينسينا أن الكثير من السلوكات والتصريحات، التي تفرزها منظموتنا الكروية، لا تخدم بتاتا التوجه العام التي ارتضته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على عهد فوزي لقجع على وجه الخصوص.