هذا الإحساس، ليس نابعا فقط من "تمغربيت"، التي أجدها بكل صدق، دالة وحاملة للمعنى الحقيقي لانتماء، بل أيضا من الصورة التي ظهربها الأسود في مباريات دور المجموعات الثلاث.
قبل أشهر قليلة، لا أحد كان يرى المنتخب الوطني في الصورة التي يظهر بها حاليا في المونديال، بل الكل كان يتطلع إلى المشاركة بأقل الأضرار.
لكن، بعد المباريات الودية الثلاث، بقيادة المدرب وليد الركراكي، الذي عوض البوسني وحيد هاليلوزيتش، بدأ الجمهور المغربي وعموم متتبعي الشأن الرياضي، خاصة في الشق المتعلق بالمنتخب الوطني يستعيدون الأمل والتفاؤل.
وما كان يؤجج من هذه الاستعادة، تصريحات الركراكي، التي كان لها تأثير كبير على مستوى التلقي، وكأني بالناخب الوطني دارس جيد للسانيات المعاصرة في جانبها التداولي التواصلي.
لقد عرف الركراكي كيف يبني علاقة تواصلية تمتاح من معجم التفاؤل والتطلع الى الأفضل، وبناء ثقافة جديدة، من خلال التوظيف الجيد، لما تلقاه في التربية، ودرسه في الدين، وتعلمه في فنون الكوتشينغ، والنتيجة واضحة للعيان إلا لمن هو جاحد أو أراد وضع نظارة سوداء..
الكثير من الأمور، تغيرت في المنتخب الوطني منذ تولي الركراكي مهمة الإشراف على تداريبه، وذلك بمباركة ودعم المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بقيادة فوزي لقجع، لعل أبرز سماتها روح المجموعة، الحاضرة بقوة لدى كل مكونات المنتخب، إلى درجة أن هذه الروح أنست العديد من اللاعبين إصابتهم، رغبة منهم في الدفاع عن القميص، لتجسيد ما كان يدافع عنه ويردده الكوتش الركراكي "نفرحو الشعب المغربي".
الإبهار المغربي، لقي دعما كبيرا من طرف مسؤولين في الدولة المغربية، ولعل الصور التي جرى تداولها بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي، مع انتهاء مباراة كندا، لتمغرييت كل من عبد اللطيف الحموشي وياسين المنصوري وناصر بوريطة، لدليل قاطع أن الأسود بصدد كتابة تاريخ مشرق غير مسبوق بدولة قطر، التي عاينا كيف أن أميرها وأسرته يشجعون المنتخب المغربي إسوة بباقي الأشقاء العرب، وكيف لا والمغرب يأخذ الآن حاليا على عاتقه آمال وتطلعات كل العرب في هذه التظاهرة العالمية الرياضية.
أليس هذا كله كافيا، للقول بكل إيمان الواثق بمغرب الطاقات التي تظهر في المواعيد الكبرى:
Yes ; we can
وأن غدا لناظره لقريب