.... ومع ذلك يستمر الحلم

بالفعل، ومع ذلك يستمر الحلم، الذي عشناه مع الناخب الوطني وليد الركراكي، ومكننا في صورته الأولى من بلوغ المنتخب المغربي المربع الذهبي للنسخة 22 من نهائيات كأس العالم بقطر، واحتلال المركز الرابع.

أعد من فضلك، المركز الرابع، أين؟ في مونديال قطر 2022، أريد أن تعيدها...الأسود ضمن الأربعة الكبار في العالم.

طلبت الإعادة، لأنه في الحقيقة، ما أنجزه المنتخب الوطني في قطر، خرق أفق التوقع لدى كل المتتبعين بمختلف مواقعهم، وضرب بعرض الحائط  كل المسلمات والبديهيات التي تسبق مثل هذه المسابقة، بحيث أن منجز الأسود وضع على المحك الأحكام المسبقة، وأظهر للجميع أنها كانت توضع في السابق فقط من أجل خلق نوع من الإحباط القبلي، للنيل من العزائم والإرادات، وبالتالي جعل المسابقات الكبرى من نصيب منتخبات بعينها دون سواها.

الحمد لله، يعود الفضل للمغرب في شخص منتخبه لدحض كل هذه المزاعم، بابراز أن الثقة في النفس، والروح الوطنية، والقتالية، والرفع من قيمة الإمكانيات الذاتية، من شانها أن تكون مفتاح النجاح، وهو ما عاينه الجميع مع الأسود منذ مباراته الأولى إلى حدود لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع.

لهذا، وجدنا هذا التعاطف الكبير من قبل العرب وإفريقيا والعالم الإسلامي، والجاليات العربية والإفريقية والمسلمة في كل بقاع العالم، من أجل أن يكون المغرب مجسدا، اليوم، لذاك الحلم المعاش عبر العديد من الأجيال، والمتمثل في البحث عن آليات مقارعة العالم المسمى بالمتقدم، وهو ما تحقق على الأقل في مجال كرة القدم، وبالإمكان أن يطال باقي المجالات، في حال الوقوف عند الأبهار المغربي لاستخلاص الدورس من هذا النجاح غير المسبوق.

من دون شك، ولد إنجاز أسود الأطلس بقطر الأمل وأعاد إلى الواجهة أهمية الثقة في إمكانياتنا وأطرنا وذواتنا لتكون لنا مكانتنا ضمن الأمم، لهذا كله سيستمر الحلم الذي ولد مع هذا "الجيل الرائع " بلغة بدر بانون، و"المحاربين" بتعبير وليد الركراكي.

فقط على المسؤولين، أن يلتقطوا هذه الرجة الذي أحدثها الناخب الوطني بكثير من الأيجابية والروح الوطنية، للبدء في تشييد مغرب ممكن قادر على الاستمرار في دائرة الأضواء.

فشكرا للمنتخب المغربي بكل أطقمه، الذي منحنا لحظات الاعتزاز بالذات والنحن، في زمن قلت فيه فرص إظهار "النبوغ المغربي".