إنجاز الأسود...بداية النهاية

انتهت مشاركة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، في نهائيات كاس العالم قطر 2022، بصورة لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعها.

نعم، وبكل واقعية، لا أحد كان ينتظر ما حققه اسود الأطلس في النسخة 22 من نهائيات التظاهرة الرياضية، التي تقام كل أربع سنوات، وذلك بالنظر إلى الكثير من المعطيات، في مقدمتها تولي الناخب الوطني وليد الركراكي مهمة الإشراف على تداريب المنتخب الوطني في فترة قصيرة، إلى جانب أن المهتمين والمشتغلين والمنشغلين باللعبة الأكثر شعبية في العالم، دائما ما كانوا يرشحون المنتخبات التقليدية للوصول إلى الأدوارالمتقدمة، وبالتالي المنافسة على اللقب العالمي.

لكن، الأسود، خالفوا كل التوقعات، والتخمينات، وأسقطوا كل الأحكام المسبقة...وفي النهاية أبهروا...ونالوا إعجاب وتقدير واحترام الجميع.

الآن، المنتخب المغربي دخل نادي الكبار، وعليه بقوة المنجز، أن يحافظ على هذا المكتسب، وهي مهمة لن تكون سهلة أمام المسؤولين على الشأن الكروي ببلادنا. فما العمل؟

كنت أتوقع أن يكون هذا المنجز الكروي محط نقاش موسع ومتعدد، بعيد عن اللغة العاطفية والحماسية، ومواصلة التغني به في أي مناسبة أو أي سياق، إلى درجة الإسقاط أو الإقحام بأسلوب الجملة الاعتراضية.

في رأيي المتواضع، بعد الاستقبال الملكي ذي الدلالات العميقة من أي زاوية نظرت إليه، والفرحة الشعبية الصادقة، كان من الأجدر المرور إلى الانكباب على سؤال واحد ووحيد، كيف يجب استثمار هذا الإنجاز التاريخي، لوضع خريطة طريق يكون أسسها وقاعدتها ومنطلقها الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية حول الرياضة، التي نظمت بالصخيرات العام 2009.

فما حققه المنتخب المغربي، بإمكانه أن يشكل قطيعة حقيقية مع العديد من المقاربات الترقيعية والممارسات "المشينة واليئيسة" بلغة فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

إنجاز الأسود، ولد مفاهيم عميقة لمعنى حب الوطن، وأعتقد أن العديد من المسؤولين من مختلف المديريات الرياضية وغير الرياضية عاينوا وعاشوا عن قرب الروح القتالية والنية الحقيقية، والعائلة الصادقة، وهو ثالوث قيمي فرض على العالم أجمع احترام المغرب.

فأرجوكم، لنعمل سويا على عدم إهدار هذه الفرصة التاريخية لبناء مغرب رياضي آخر، ولم لا في باقي المجالات الأخرى، وليكن الإنجاز بداية مرحلة جديدة تنهي مع الكثير من الأمور التي لم يعد لها مكان بعد دخول الكرة المغربية العالمية من الباب الواسع.