خطوة جماعة القصر الكبير، لا يمكن إلا التصفيق لها، ورفع القبعة لكل العاملين بهذه الجماعة، لأنها تحمل الكثير من الدلالات خاصة تلك المتعلقة بترسيخ وتجذير ثقافة الاعتراف، التي يتغيا منها في المقام الأول شحن همم الناشئة للاقتداء بالمحتفى به، وبالتالي جعل الوطن في مصاف الأمم الكبرى في شتى المجالات.
لكن، أرى أن الاحتفاء بحكيمي وغيره من عناصر المنتخب المغربي التي أبهرت في مونديال قطر، ينبغي أن يتعدى نطاق تنظيم حفل إلى اتخاذ إجراءات عملية تهم إقامة مشاريع تروم فسح المجال أمام الأطفال والشباب لكي تبرز مواهبهم وتتفجر طاقتهم في إطار برامج مبنية على استراتيجية ذات بعد قريب ومتوسط وبعيد، بالتوازي مع إقامة بنية تحتية تساهم في إنجاح هذه الاسترايجية.
اما وأن يبقى الأمر منحصرا في احتفال هنا أو هناك، فهذا لن يساهم بأي شكل من الأشكال في ولادة "حكيميات " أخرى، قادرة بدورها على المساهمة في مواصلة الأبهار المغربي في التظاهرات الرياضية العالمية.
الاحتفال المناسباتي، تظل قيمته وأهيمته رهين اللحظة، الكل يتكلم ويتحدث ويبرز عطاءات المحتفى به وفق أهداف معينة بعضها بارز وآخر مسكوت عنه، مرتبطة بالجهة المنظمة، لكن وفي حال تجاوز هذه المقاربة، نحو أخرى تروم البحث عن السبل والطرائق التي باستطاعتها تحويل المناسباتي إلى دائم ومستمر، هنا وفي حال تحققهما (الدائم والمستمر)، تكمن عبقرية المشرفين على الاحتفال، وبعد نظرهم، إيجابية استشرافهم للمستقبل.
الحدث، الذي كان مصدر "رأي في الرياضة"، والمتثمل في الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم بقطر، نوده أن يكون بداية عهد جديد ولحظة فارقة في مغرب الألفية الثالثة، من خلال خلق كل ما من شأنه أن يخرج طاقات مغربية، إلى الوجود، وأن يؤكد بالملموس أن "النبوغ المغربي" ليس مجرد صدفة بل هو ثمرة عمل وتخطيط وإيمان بمقولة "مغرب الطاقات"، ولنا بتكرارها اليوم غدا، في الرسالة الملكية للمناظرة حول الرياضة بالصخيرات 2009، خير نبراس نهتدي به لمواصلة الإبهار المغربي.