كرة القدم بالمشي..رياضة تهتم بالمسنين لحمايتهم صحيا ونفسيا واجتماعيا

تشكلت أولى بودار ولادة الجمعية المغربية لكرة القدم بالمشي، العام 2018، وعلى مدار سنتين من التجريب والممارسة ستخرج رسميا إلى الوجود في 10 يناير من سنة 2020 بالدار البيضاء.

كرة القدم بالمشي..رياضة تهتم بالمسنين لحمايتهم صحيا ونفسيا واجتماعيا

ورغم أن الجمعية، تجاوزت هذا الحاجز، لكنها ستجد نفسها أمام مشكل آخر، يتعلق بغياب فضاءات رياضية وحدائق خاصة بالمسنين تحميهم من الضياع وتوفر لهم سبل حياة "الجسم السليم في العقل السليم"، لكنهم وبعد مجهودات جبارة حصلوا على فضاءات لممارسة هذا النوع الرياضي، سيساهم فيه

الاشعاع الدولي الذي بدأت تراكمه الجمعية من خلال استضافتها لفرق أوروبية عريقة وخاصة من اسبانيا وفرنسا، ضمت في صفوفها نجوما سابقين في كرة القدم، وكانت هذه الفرق هي من تحملت تكاليف السفر والإقامة بالمغرب.

وبفضل هذا الحضور بدأ الساهرون على الشأن المحلي بمنطقة الألفة الحي الحسني، يستجيبون لمتطلبات الجمعية بتوفير جدول حصص لرياضتهم المفضلة بملاعب القرب.

طموح الجمعية المغربية لكرة القدم بالمشي، لم يتوقف عند حدود، توفير الملاعب للممارسين، بقدر ما سعت للاستفادة من خبرات الفرق المحترفة بالدول الأوربية، مع العمل على توسيع إشعاعها إلى عدد من المدن المغربية، مستثمرة في ذلك وجود عدة لاعبين قدامى بين صفوفها كمحمد منعم اللاعب السابق للرجاء البيضاوي، ومصطفى لعوت لاعب سابق في فريق بنك القرض العقاري والسياحي وآخرين، والذين عملوا على تحفيز زملائهم من اللاعبين السابقين في أعرق النوادي المغربية، ليشكلوا هم، نواة لفرق محلية ببعض المدن المغربية، أصبحت الآن قائمة الذات، وتنتظم في بطولة وطنية.

وأثنى محمد مستعين، المكلف بالتواصل بمكتب الجمعية المغربية لكرة القدم بالمشي، على تظافر الإرادات الطيبة من أجل تطوير وترسيخ البعد الوطني لهذه الرياضة، مضيفا، أن الجمعية، عملت وتعمل على تأطير باقي الفرق، بمستجدات قوانين هذه اللعبة، والطرق السليمة في الإعداد البدني والخطط التكتيكية، مشيدا بالدور الذي يقوم به في هذا الشأن لاعب الرجاء البيضاوي السابق، محمد عبد المنعم، إلى جانب رئيس الجمعية.

 وفي الإطار ذاته، يضيف مستعين، أن نشاط الجمعية لا ينحصر في الشق الرياضي، بل يمتد إلى توفير سبل الراحة النفسية والترفيهية والاجتماعية، بتنظيم رحلات خارج مدينة الدارالبيضاء، توازي بين الجانب الرياضي والسياحي، كما تكون لهذه الرحلات أهداف تواصلية، يتم خلالها إحياء صلة الرحم مع أصدقاء الأمس من قدماء اللاعبين بمدن أخرى.

 كما تأخذ أحيانا طابعا ثقافيا، يتمثل في زيارات لمناطق سياحية ومعالم تاريخية، وعلى هامشها يتم تنظيم ندوات ذات طابع تكويني في المجال الرياضي والسلامة الصحية، تتخللها مباريات استعراضية مع جمعيات وفرق داخل وخارج المنطقة للتعريف بهذه الرياضة وفوائدها الصحية والاجتماعية.

من جانبه، يشير، مصطفى لعوت، رئيس الجمعية، إلى أن كرة القدم بالمشي، هي التجسيد الفعلي لشعار، "الرياضة للجميع"، كونها مفتوحة أمام جميع الفئات، من خمسين سنة إلى ستين عاما، ومن ستين عاما إلى السبعين، ومن السبعين إلى الثمانين، كل فئة تنتظم داخل خانة، وبالنسبة للنساء، فإنها تبتدئ تبعا له، من الفئة السنية لثلاثين سنة فما فوق، مشيرا في السياق ذاته، إلى أن مدينة الجديدة عرفت أخيرا، ولادة أول فريق نسوي في رياضة المشي بالكرة، وتابع موضحا أن اللعبة مفتوحة للعموم، ولا يشترط أن يكونوا المهتم من ممارسي كرة القدم سابقا، مبرزا بأن قوانين اللعبة، قبل تنزيلها لأول مرة في إنجلترا، خضعت لضوابط صحية وتوجيهات أطقم طبية بناء على المعاينة والتتبع، لتكون ملائمة للجهد والطاقة البدنية والصحية للممارسين، وبذلك فحركة اللاعبين لا تتعدى المشي في الملعب والهرولة شريطة أن تبقى الأقدام ثابتة في الأرض حتى لا تتحول إلى ركض، كما لا يتجاوز اللاعب الذي يمسك الكرة ثلاث لمسات وهو يتقدم بها، وتجاوز ذلك يعد خطأ، كما يمنع منعا كليا تبعا للمتحدث، الانزلاقات وراء الكرة، أو الالتحام بين اللاعبين، وكذا الضربات الرأسية...

وختم رئيس الجمعية، تصريحه بأن الطابع التنافسي للعبة، يظل مجرد حافز للمواظبة على الرياضة في إطار روح المجموعة لتكسير عزلة الأفراد في الوسط الاجتماعي، وإبعادهم عن الأمراض من قبيل المفاصل وتخثر جريان الدم والنقص في الأوكسجين..