الرجاء والزاكي...وقفة مستحقة وضرورية

آثرت الحديث عن هذا الثنائي، مجتمعا، لكوني لامست من خلال تتبعي اليومي للأخبار الرياضية بكافة صنوفها، ومصادرها، أن ثمة شئ ما غير مفهوم بخصوص ما حصل أخيرا بالنسبة إلى كل واحد منهما، ويستدعي أكثر من وقفة مستحقة إن أمكن. لماذا؟

لكن وفي البداية، لابد من الإشارة إلى أن مناقشة وجهة نظر بخصوص موضوع أو حدث ما، ينبغي أن يظل مؤطرا بمقاربة يكونها أسها وقاعدتها الاحترام، والتفهم، والابتعاد عن الأحكام المسبقة، والكليشهات المتسرعة...ما دام أن إثارة هذا الموضوع أو ذاك يكون وازعه ودافعه الغيرة عن كرة القدم المغربية بكل مكوناتها وعناصرها، وإنجازاتها ليس إلا.

الرجاء، سرني كثيرا تلك التبريكات والتهاني، التي وصلت إلى الفريق الأخضر من طرف مجموعة من الأندية العربية والإفريقية، والأوروبية (الترجي التونسي، والإسماعيلي المصري، وهلال القدس الفلسطيني..، وسيمبا التنزاني، وريال بيتس الإسباني....)بمناسبة الذكرى 74 على تأسيس الفريق.

بالمقابل، حز في نفسي كون فريق توشح بالعالمية، لم يقم بأي مبادرة للاحتفاء بهذا التأسيس، ولو على الأقل، القيام بتهييء فيديو يوثق لمسار أحد أعمدة الكرة المغربية بل والعربية والإفريقية ولم لا العالمية، يتم بثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في انتظار استئناف المنافسات الوطنية، لبثه في المركب الرياضي محمد الخامس بتيوفوات وأعلام وأغاني تذكر وتخلد، وتوثق...

بادو الزاكي، آلمني كثيرا وأنا أتابع تلك التعاليق التي جرى الإدلاء بها بعد هزيمة المنتخب السوداني الذي يشرف على تداريبه بالعاصمة ليبروفيل أمام الغابون بهدف دون رد، ضمن تصفيات أمم إفريقيا الكوت ديفوار.

فمما جاء في هذا الباب، "هزيمة قاسية لبادو الزاكي"، "الزاكي يتلقى صفعة.."، "الزاكي يتجرع مرارة الهزيمة..."، "الغابون تهزم الزاكي..."

هنا تساءلت، لماذا هذا التعامل مع الزاكي بهذه القسوة؟، وبالمناسبة، عدت إلى بعض التعاليق عن الهزيمة القاسية (ديال بصح)، لمانشتسر يونايتد أمام ليفربول (0-7)، ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، فلم أعثر على مثل هذه التعاليق، فقط "ليفربول تهزم.."، وليفربول يضرب بقوة..."، ولماذا هزم ليفربول المان يونايتد بتلك الحصة؟"، و "ليفربول يفكك مانشستر يونايتد"...وهلم جرا.

في جميع الأحوال، فالزاكي، فبالنسبة إلينا يبقى أحد أساطير كرة المغربية لاعبا ومدربا، يكفي، تمثيلا لا حصرا، أنه المدرب الوحيد، الذي أوصل المنتخب المغربي إلى نهائي كأس إفريقيا 2004 بتونس، لأول مرة بعد ملحمة جيل أحمد فرس شافاه الله، واعسيلة والمرحوم الحارس الهزاز، والسميري...في العام 1976 بإديس أبابا في إثيوبيا، دون استحضار بالتفصيل الممل صولاته وجولاته مع ريال مايوركا الإسباني...

ما الضرر لو تعاملنا مع الهزيمة بالمنطق الرياضي، المبني على الروح الرياضية أولا وأخيرا، دون اللجوء إلى تلك العناوين التي تحمل في طياتها أحكام قيمة محكومة بخلفية ذاتية.

رجاء،،، الكثير من التقدير والعرفان والاعتراف بالمغرب الرياضي في بعده الرمزي الممتد عبر الزمن والمكتوب بمداد الفخر والاعتزاز...