أصبت بالذهول، وأنا أتابع تصريحات الركراكي ما بعد التعادل في المباراة الودية أمام منتخب الرأس الأخضر، وكيف كان شجاعا وجريئا في طرح موقفه من أداء العناصر الوطنية في هذا اللقاء، إلى درجة القول بأنه غير راض على المستوى الذي ظهر بها اللاعبون، خاصة في الشوط الأول، وأنه عجز على إيجاد الحلول للوصول إلى شباك المنافس، وأنه ما زال ينتظر الكثير من بعض الأسماء، وأنه يتحمل مسؤوليته في اختياراته، منهيا مقوله-تصريحاته، بتوجيه الشكر للجماهير مع الاعتذار لها لكون المنتخب المغربي لم يكن في مستوى الصورة التي ميزت مسيرته منذ مونديال قطر 2022، وإلى حدود اللقاءين الوديين أمام البرازيل والبيرو.
هذا شيء لم نألفه مع العديد من المدربين الذي سبقوه في مهمة تدريب أسود الأطلس. أليس كذلك؟
بصراحة، أحرص على متابعة ندوات الركراكي وتصريحاته، بل إنني أعيد ولمرات سماعها. لماذا؟
لأنني أجد فيها، شيئين يصنعان بالنسبة إلي لحظة عز نظيرها في الوقت الحالي الملئ بالكثير من السلبية والإحباط. الأول، الصدق، والثاني التفاؤل.
الصدق في قول الحقيقة، ولو كانت قاسية، دون تصنع، لهذا أرى أن قسمات وجهه لحظة الفرح والغضب يجب ان تدرس في مجال السيميائيات، لعفويتها وتلقائيتها، تزرعان الثقة في المتلقي.
التفاؤل، رغم قسوة اللحظة، ومرارتها، فإن الركراكي يملك طريقة سحرية في تحويلها إلى قوة تفاؤلية قادرة على خلق الأفضل في المستقبل، وهنا المعنى الحقيقي لكلمات (النية، سير وسير، كنخاف الله، رضات الوالدين...)
لكن، وبكثير من الأسف والحسرة، تتبعت تعاليق كتبت مباشرة بعد انتهاء لقاء الرأس الأخضر، جعلتني أستحضر شريط لحظات الفرحة والفخر والاعتزاز، التي منحها لنا، نحن المغاربة والعرب والأفارقة، الركراكي "ووليداتو"، في مونديال قطر، بل وفي المباراتين الوديتين أمام البيرو والبرازيل، وحال لساني يقول ألهذه الدرجة ذاكرتنا قصيرة؟ ألهذا الحد يوجد بيننا من يترصد أي لحظة ليخرج معول الهدم؟ لماذا يتعمد هؤلاء إلى تحين أي فرصة لاجتثات نبتة الأمل، والتفاؤل، التي يعمل أمثال الركراكي على زرعها بكل الوسائل الممكنة. لنتأمل:
"المغرب هذا...بغا لي بغا وكره لي كره...حنا من ربعا لوالا في العالم..وصلنا لدومي فينال...حنا وصلنا لعالمية...بالحق لي كايهمني أنا مصلحة المغرب...من بعد ما كنا كنسالو واش غادي يجي هذا اللاعب...الأن صبح السؤال علاش ما نديت عليه..."
هذا دون استحضار تلك المقاطع، التي تضمنها برنامج الحالمون" المنجز من طرف صحافي وتقيني والعاملين بقناة الرياضية، بالمناسبة شكرا لهم، لقد أعطونا صورة عن "المانجمانت" على الطريقة المغربية.
نحن نعيش فترة مائزة في تاريخ كرة القدم المغربية، فرجاء اتركوا الركركي ومن معه ومن يقف وراءه يعملون، لان معهم لا يجوز على الإطلاق، تطبيق المثل ".....من الخيمة خرج مايل"..."لا أسيدي راه خرجوا واقفين بشموخ الواثق الصلد والقوي وعارفين فين غاديين".