وأضاف عبيس، المدير التقني لنادي أولمبيك اليوسفية لكرة القدم، في تصريح لـ"لومتان سبورت" أن 20 دقيقة الاولى كادت أن تربك حسابات المنتخب الوطني، غير أن التدخل الخشن للاعب المنتخب المصري في حق الزلزولي، منح "أشبال الأطلس" الأفضلية العديدة بعد طرده، ما اعطى ثقة أكبر للاعبين المغاربة، الذين عرفوا كيف يستغلون هذا الامتياز، وتحكموا في زمام المباراة، رغم بعض التسرع، من أجل إدراك هدف التعادل، ما أسقطهم في أخطاء تقنية، ناتجة عن الضغط والتوتر.
وأضاف عبيس أن المنتخب الوطني واصل ضغطه بعد الاستراحة، وناور من كل الجهات بينما تراجع المنتخب المصري للخلف واعتمد على نقطة قوته المتمثلة في المرتدات الخاطفة والتحول السريع من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم ساعده في ذلك مهارات لاعبيه، وتابع قائلا: "المنتخب الوطني ظل مخلصا لنهجه المعتمد أساسا على المناورة من الرواقين الأيمن والأيسر، سيما على الزلزولي الذي كان متألقا ونشيطا جدا، ما تسبب في إرهاق الدفاع المصري، لكن الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها لاعبوه جعلتهم يقاومون إلى غاية نهاية الوقت الأصلي من المباراة، دون أن يتلقوا هدفا ثانيا".
ولاحظ المدرب الوطني أن بداية الشوط الأول الإضافي عرف حذرا من لاعبي المنتخبين، وزاد: "الإرهاق البدني ظهر أيضا على العناصر الوطنية بعدما خاضوا 120 دقيقة أمام منتخب مالي في نصف النهاية، كما عانى بعض اللاعبين من مشاكل بدنية ولعبوا متأثرين ببعض الإصابات السابقة، لكنهم حاولوا حسم النتيجة قبل نهاية الشوطين الإضافيين، عكس المنتخب المصري الذي كان يريد بلوغ ضربات الجزاء بعدما فقد سيطرته على المباراة بشكل كبير".
وقال عبيس إن المنتخب الوطني وجد الحل في الضربات الثابتة، حيث استغل خطأ على مشارف منطقة دفاع المنتخب المصري، ولعبها بطريقة ذكية، أثمرت هدف الفوز، ليحقق المغرب المبتغى بحسم لقب كأس إفريقيا لصالحه إبقاء الكأس في المغرب.
واعتبر المتحدث ذاته، أن الفوز والتتويج باللقب لا يجب ان يغطي على بعض النواقص والأخطاء التي ارتكبها المنتخب الوطني، داعيا إلى البحث عن لاعبين بدلاء خاصة أن المغرب مقبل عن الألعاب الاولمبية، التي تطمح الجامعة خلاله إلى الحصول على إحدى الميداليات، بعدما بات سقف طموح المنتخبات الوطنية عاليا، سيما أن الجامعة سخرت جميع إمكانياتها لدعم المنتخب.
ولم ينس عبيس الدور الكبير الذي لعبه الجمهور المغربي طيلة المنافسات في دعم اللاعبين الشباب وتشجيعهم، حيث حضرت العائلات والأسر والأفراد بكثافة في مباريات أشبال الأطلس، وختم بقوله: "كرة القدم باتت بعد مونديال قطر الرياضة الشعبية الاولى لدى فئات من المجتمع لم تكن تهتم بها كثيرا، حيث كان الملعب حكرا على الشباب والمراهقين لسنوات طويلة، سيما أن ملعب الرباط شهد تنظيما جيدا ساهم في تشجيع النساء والأطفال والعائلات على الحضور للملعب وتشجيع المنتخبات الوطنية".