لقجع....الـ"تمغربيت" العفوية

وقتها، قيل الكثير عن اللقطة، التي كان يظهر فيها فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، وهو ينفث سيجارة بطريقة عصبية، خلال المباراة التي جمعت المنتخب الوطني المغربي ونظيره المالي برسم نصف نهائي كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، التي احتضنها أخيرا المغرب، وتوج بلقبها المنتخب الوطني، مع ضمان المشاركة في أولمبياد باريس صيف 2024.

بالمقابل، مرت اللقطة المتعلقة بتقبيل رأس أحد أساطير كرة القدم المغربية أحمد فرس، والتي ربما أخذت في الغالب خلال تقديم لقجع لواجب العزاء إلى أسرة الدولي السابق حسن أمشراط الملقب بـ "اعسيلة"، دون ان تحظى بالمتابعة الواسعة في وسائل التواصل الاجتماعي "السوشيل ميديا"، على وجه التحديد.

لكن، وبعيدا عن ردود الأفعال، التي انتشرت بسرعة البرق، حاملة لمواقف معظمها تابع، أو انطباعي... ، استوقفتني شخصيا الصورتين:

أولا، لكوني لم أعاين على الإطلاق التفاعل مع مباريات المنتخبات الوطنية المغربية على وجه الخصوص، بالشكل الذي بت ألاحظه مع فوزي لقجع، فالأخير تراه في مكانه، وهو يترنح أمام اي محاولة ضائعة، أو يصفق عند إحراز الهدف، أو يغضب بتقطيب حاجبيه أو إرسال نظرات تحمل علامات عدم الرضي، عند وضعية لا تتماشى وروح اللعبة في بعدها المغربي.

اللقطة إياها، ولدت لا إراديا، وبالتالي من الصعب التحكم فيها، لماذا؟. لأنها بكل بساطة لحظة تعكس "تمغربيت الحقيقية"، تقاسمناها جميعا تقريبا كل من موقعه،  ما دام أن القاسم المشترك كان الرغبة الجنونية في الفوز للمرور إلى الدور النهائي، وزيادة منسوب الحافز مع الحضور المكثف للجماهير للتتويج باللقب القاري، أليس صحيحا أنه "كلما اشتد الحافز عظم التحدي"، إذن فأين المشكل عندما تجد مغربيا، والحالة هذه الأمر يتعلق بفوزي لقجع، يعبر عن عشقه لبلده بتلك الطريقة، "تعددت الأشكال والحب واحد".

ثانيا، لأن الصورتين، أظهرتا بالملموس كما في العديد من الصور، التي التقطت خلال هذه التظاهرة أو تلك، شعف لقجع بكرة القدم، ومن هذا الجانب الإحساسي خدم بلاده عندما أصبح في موقع المسؤولية، إلى درجة أن حقبته التي انطلقت العام 2014، جعلت الجماهير المغربية تنسى المراحل السابقة، بالنظر إلى الإنجازات الكبرى التي تحققت في عهده، والتي لا يمكن إنكارها تحت أي ذريعة، دافعه في ذلك استراتيجية جلالة الملك محمد السادس، في مجال النهوض بالرياضة الوطنية، عموما وكرة القدم على وجه الخصوص، لمنح المملكة المغربية إشعاعا قاريا ودوليا، الشئ الذي خلق حقدا مجانيا لجيرننا في الشرق...

بكل صدق، تأثرت كثيرا لصورة تقبيل رأس فرس، لأنها تحمل الكثير من الدلالات، الاحترام، والتقدير، والشكر...كلها معاني تعطي الوجه الآخر للبعد الرياضي الصادق لدى لقجع.

في إحدى حلقات برنامج "علماء مارس"، الذي يقدمه الزميل مراد كريم براديو مارس، قال عزالدين اعمارة "يجب جمع ندوات وتدخلات وليد الركراكي في كراس ليدرس في مجال التواصل والتدبير"، استسمح سي اعمارة واضيف أيضا ينبغي القيام بالخطوة ذاتها مع لقجع  باستحضار حضوره، وكلماته وحواراته لجمعها وتدريسها. لان الرجلين، معا يمارسان "المانجمانت" على الطريقة المغربية، وما أحوجنا لها في عالم اليوم، السائر في جعل التميز والتفرد الذاتيين مصدرا للقوة والنجاحات ولنا في مونديال قطر ومسيرة منتخب الفوتسال بقيادة إطار مغربي... ومستقبلا المنتخب النسوي، أية لـ "النبوغ المغربي" الذي سيتواصل بفضل هؤلاء الحالمين بمغرب قوي ورائد...