بعد أيام عن خطاب العرش...الجدية تتواصل مع اللبؤات

على بعد ايام قليلة من خطاب العرش، الذي أكد خلاله صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على أهمية وقيمة الجدية، التي كانت المحرك الأساسي لتلك الإنجازات التي حققها الشباب المغربي في عدة مجالات، ذكر منها جلالته ذاك المتعلق بالرياضة، باستحضار ما حققه اسود الأطلس في مونديال قطر 2022، وبالابتكار والإبداع، في ضوء إنتاج أول سيارة مغربية محلية الصنع، بكفاءات وطنية وتمويل مغربي، وكذا تقديم أول نموذج لسيارة تعمل بالهيدروجين، قام بتطويرها شاب مغربي.

تواصل "النبوغ المغربي"، المجسد فيما أسماه جلالته بالجدية في كامل أبعادها، بتحقيق لبؤات الأطلس، إنجازا تاريخيا، في نهائيات النسخة التاسعة من مسابقة كأس العالم المقامة حاليا بكل من أستراليا ونيوزيلندا.

لنكن، صرحاء، من منا كان يتوقع تجاوز المنتخب الوطني المغربي النسوي لدور المجموعات؟

أكثر المتفائلين، كان يرى أن العناصر الوطنية ستنافس على المركز الثالث فقط، بحكم أن المركزين الأول والثاني منحا سلفا للمنتخبين الألماني والكوري الجنوبي.

لكن، ما تحقق كذب كل التكهنات، والأحكام المسبقة، وأكد شيئا واحدا ووحيدا، وهو أن الجدية في العمل تؤدي إلى النتائج الإيجابية بل والمبهرة، "فكلما كانت الجدية حافزنا، كلما نجحنا في تجاوز الصعوبات، ورفع التحديات".

وعندما تحدث صاحب الجلالة الملك في خطاب العرش، عن الجدية، استحضر نماذج فقط لتلك التي حققها الذكور، وكأني بجلالته، يرى في الأفق المنظور، أن الجدية ببصمة الإناث قادمة، لا محالة، وهو ما أنجزته لبؤات الأطلس، ليتأكد أن الجدية التي تحدث عنها جلالة الملك، تشمل الرجال والنساء، وبالتالي فأي استنهاض للهمم وفق هذا المفهوم، لن يكون إلا بهما معا، من أجل مغرب قوي ومبهر ومحترم...

نعم، إن التأهل التاريخي اليوم، للمنتخب المغربي للإناث، ينضاف إلى الإنجازات، التي تحققت في السنوات الأخيرة، بفضل العمل الكبير الذي تقوم به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع، استرشادا بالتوجيهات الملكية الرامية إلى منح المغرب إشعاعا قاريا ودوليا...

وماذا بعد؟

أتمنى صادقا، أن يتم تمثل مضامين الخطاب الملكي في القطاعات الأخرى، من خلال جعل الجدية التي تحدث عنها صاحب الجلالة "...مذهبنا في الحياة والعمل، وأن تشمل جميع المجالات"، وكذا ركيزة المسار التنموي الذي وصل إلى درجة من التقدم والنضج، للارتقاء به إلى مرحلة جديدة، "...وفتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع الكبرى، التي يستحقها المغاربة".