نعم، تحركت الأرض، وتململت، طبيعيا، لكنها في الوقت نفسه، أخرجت إلى الواجهة، "تمغربيت"، التي تربينا عليها، وخيل إلينا أنها اندثرت، وانمحت، مع عوادي الزمن.
قدام الكثير من الصور، التي تناقلتها العديد من وسائل التواصل الاجتماعي، توقفت أمامها للحظات طوال، أتأمل وأتألم، وأقرأ وأتساجل، وحال لساني، يقول: إنه حقا مغرب الأبطال، بأطفاله ورجاله ونسائه وبناته وشيوخه وكهوله...الكل يجسد التضامن "بما ملكت يداه"، جاعلا المجتمع الدولي، مشدوها وفاغرا فاه أمام ردة الفعل الإنسانية، أولم يقل الدولي الفرنسي السابق كرستوف دوغاري" علينا أن نكون في مبادراتنا على نفس درجة ومستوى تضامن وإنسانية المتطوعين، الذين أعطوا لنا درسا جيدا في هذا الباب".
تواصلت معاني مغرب الأبطال، من خلال ما لقيه من تضامن واسع، عبر عنه العديد من مكونات اللعبة الأكثر شعبية في العالم، قاريا وعربيا ومغاربيا وعالميا، فالجميع سارع للتعبير عن وقوفه بجانب المغرب في هذا الظرف العصيب، والإعلان عن دعمه ومساندته للشعب المغربي، ومواساته لجلالة الملك.
لا أحد ينكر، أن المغرب سجل نقاطا كبرى في السنوات الأخرى، وعلى عدة أصعدة، ضمنها المجال الرياضي، بالنظر إلى النتائج المحصل عليها، ولعل هذا ما دفع أنسو كيطا مدرب المنتخب الليبيري إلى عدم تقبل سؤال يتضمن عباراة "...ستواجهون المغرب أحد أفضل المنتخبات الإفريقية"، فكان جوابه "اسمح لي أن أصحح خطأ ورد في سؤالك، نحن سنواجه أحد أفضل المنتخبات في العالم وليس في إفريقيا فحسب... المنتخب المغربي هو رابع المونديال، فكيف لا يكون الأفضل عالميا...وشرف لنا أن نواجه سفير الكرة الإفريقية عالميا".
احترام وتقدير كبيران، وسمعة باتت على كل لسان، للمغرب، ما على مسؤولينا إلا الوقوف عندها، للحفاظ عليها، والتطلع إلى الأفضل، بالاعتماد على خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس ومبادراته في شتى المناحي، والتي وقع عليها الإجماع في كونها تشكل خارطة طريق للمغرب الذي نطمح إليه جميعا، قمة وقاعدة.