نعم، ضمت اللائحة الأسماء المعروفة، وجرى توجيه الدعوة لأخرى لأول مرة، واستبعدت أخرى كانت إلى وقت قريب من العناصر الأساسية في مجموعة الركراكي...لكن في الأخير سيحتفظ في النهاية بـ 27 لاعبا، هي التي ستأخذ رهان تحقيق حلم التتويج باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخ مشاركات المنتخب المغربي في هذا الحدث القاري، بعد ذاك الذي حققه جيل المرحوم حميد الهزاز، وأحمد فرس، وبابا، والسميري، والتازي....
بكل تأكيد، سيطرح عشاق الأسود سؤال الحضور والغياب لهذا اللاعب أو ذاك لأن في النهاية الأمر يتعلق بالمنتخب المغربي. لكن، في تقديري الشخصي، أرى أن لائحة 55 التي جرى الكشف عنها، تحمل رسائل للركراكي، في حال ما إذا استحضرنا قاعدة عمله المبنية أساسا على استراتيجية، المدى القريب والمتوسط والبعيد، وفق المواعيد والاستحقاقات المستقبلية.
ظني، أولا أن الركراكي، أعطى إشارة قوية إلى أن الهيكل العام للمنتخب موجود، ومعه البدلاء، وفي الوقت نفسه، يفكر في الخلف وفق المستجدات، بمعنى أنه ظل وفيا لمقولاته "الغنى في المراكز، قلق إيجابي بالنسبة إلي...وأن من سيظفر بثقتي وفق فلسفتي في اللعب هو الجائع...الذي سيعطي كل ما لديه للمنتخب، الكل مغربي، الملعب الفيصل".
ثانيا، أن الركراكي يتابع اللاعبين سواء محليا أو الذي يمارسون في الخارج، بشكل دقيق، ويعرف منجز كل واحد مع فريقه من خلال المباريات التي يشارك فيها، بل أكثر من ذلك قد نجازف ونقول إنه متابع جيد لما يكتب في الصحافة الوطنية خاصة في شقها الرياضي المتخصص.
ثالثا، أن الركراكي لا يكثرت بما يصدر عن لاعب ما، في لحظة انفعال عادية، كما حدث مع الأخوين مايي، وهذا يكرس بعده الاحترافي المبني أساسا على ما يتوفر عليه اللاعب من إمكانيات يرى انها تخدم المنتخب المغربي.
رابعا، الركراكي أعاد الثقة بصنيعه هذا، لعدد من اللاعبين الذي غابوا عن المنتخب المغربي أخيرا، رغم انهم كانوا من صناع الإنجاز التاريخي قطر 2022، على غرار أشرف داري، وبدر بانون، وجواد الياميق...ولا شك أن هذا الالتفاتة من شأنها أن ترفع من معنويات هؤلاء اللاعبين، لاستعادة توهجهم السابق.
خامسا، أظهر الركراكي نوعا كبيرا من الموضوعية، في مقاربته المبنية بالدرجة الأولى على شعار "المغرب أولا"، بإبعاد إيجابي لعبد الحميد الصابيري بفعل فقدانه للجاهزية، جراء الإصابة والعملية الجراحية التي خضع لها...
سادسا، بين الركراكي أنه يتابع أيضا البطولة الوطنية الاحترافية، من خلال حضور سبعة لاعبين، وفي ذلك تلميح قوي إلى أن اللاعب المحلي إذا ما عمل واشتغل وكافح فلا محالة أنه سيجازي بحمل قميص الأسود.
هي رسائل لا ندعي أنها الوحيدة، لكنها تكشف في النهاية أن الخيط الناظم لكل قرارات الركراكي، هو العمل، ثم العمل ثم العمل، وأن المجتهد مفكر فيه إن عاجلا أو آجلا...