صحيح، أن الإقصاء – الهزيمة كان قاسيا، بالنظر إلى حجم انتظارات الجماهير المغربية، التي كانت تتطلع إلى الظفر بلقب هذه الدورة، خاصة بعد الإنجاز التاريخي، الذي حققه الأسود في مونديال قطر 2022.
لكن، الناخب الوطني وليد الركراكي، تعامل مع تطلعات الجماهير والشعب المغربي، بكثير من الدكاء التواصلي، من خلال وضع تمييز واضح بين الهدف والطموح، مع انطلاق منافسة "كان كوت ديفوار".
الهدف، وفق منظور الركراكي، يتمثل في تجاوز دور المجموعات، والتعامل مع مرحلة خروج المغلوب وكأنه نهائي.
الطموح، يتمثل بحسب الناخب الوطني، في التتويج بكأس إفريقيا، الذي يتعطش إليه كل المغاربة، بحكم أن الأسود لم يتوجوا به قرابة 48 سنة، اي مند العام 1976، مع جيل أحمد فرس.
الآن، الهدف، لم يتحقق، لكن الطموح، يجب أن يتواصل مع الركراكي، بالارتكاز على كشف مسببات فشل الهدف الذي أثر على الطموح، وعدم تحقيقه، في أفق بناء مسار آخر يوصلنا إلى تجسيد حلمنا المشترك في النسخة 35 من المسابقة القارية، التي ستقام بالمغرب العام المقبل.
عقب الهزيمة أمام جنوب إفريقيا في دور الثمن، أدلى الركراكي بتصريحات، تضمنت الكثير من النقاط، التي تتماشى مع سياق الإقصاء، لكنها تتطلب الكثير من التوضيح من طرف مدرب الأسود، بالنظر إلى طبيعة الطموح.
قال الركراكي، "أنا المسؤول...اختياراتي كانت سيئة... إنه إخفاق كوتش...اللاعبون كانو رجالة معايا...لم نكن في المستوى...ارتكبنا أخطاء...".
جميل منطوق المدرب الركراكي، لكن لو تفضل وأوضح هذه النقاط بنوع من التدقيق لكي يبعث الأمل ويجدد الثقة، وألا يكون مجرد مسكن لمرارة الإقصاء..لإيماننا القوي بأهميته كمدرب للأسود، للعمل الكبير الذي قام به لبناء صرح منتخب تنافسي قوي، لكنه بات يتطلب إعادة النظر في بعض أركانه...
أين إذن، تتجسد بالملموس، مسؤوليته؟، أين تكمن اختياراته السيئة؟، ما معنى الإقصاء هو إخفاق كوتش؟، ماهي نوعية الأخطاء المرتكبة؟، أضيف إليها، ماهو السبب الذي دفعه إلى الاعتماد على نوصير مزراوي أساسيا، في مباراة جنوب إفريقيا، وهو الذي لم يستعد عافيته إلا أخيرا؟، ما هي الدروس الذي استخلصها، على ضوء هذه التجربة، والتي بإمكانها أن تشكل خارطة طريق نحو الظفر بكأس إفريقيا للمرة الثانية؟
لا أحد ينكر المرارة التي تجرعها الجمهور المغربي، سواء في الهناك أو الهنا، وكذا الإحباط الذي أصابه عقب الهزيمة القاسية أمام منتخب بافانا بافانا. لكن وفي الوقت ذاته، لا يمكن بأي حال من الأحوال، نسيان صور تلك الفرحة التي صنعها الركراكي" وليداتو" على امتداد مونديال قطر 2022، لذلك لن نكون جاحدين، ونقول "ارحل" العصية على الخروج من فم كان بالأمس القريب يتغنى بالركراكي ولاعبيه شاكرا لهم صنيعهم البطولي والملحمي.
وليتأكد الركراكي ومن يشتغل معه، أن "تمغربيت" هي المتحكمة في مقاربتنا، التي جعلتنا ندلي برأينا بغاية رؤية الأسود تزأر مرة أخرى في أقرب موعد...أما دون ذلك فلن نتبناه، أوندعو إليه، لأن عبارات "النية" ،"سير سير سير " تعد أثرا مغربيا بامتياز، من جيناته مقاومة المحو، وتلك لعمري هو الاستثناء المغربي.