عموتة وبعد الخسارة، واجه سيلا من الاسئلة الاستنكارية من ممثلي وسائل الاعلام- الأردنية- على الخصوص، لكنه ظلّ ثابتا على موقفه، وأعلن أن همه الوحيد قبل مباراة البحرين، كان هو الوصول إلى مباراة الثمن أمام العراق بأقوى تشكيلة يملكها، لذلك لم يغامر بـ"بنجوم" فريقه خشية الإصابة أو تلقي بطاقة صفراء ثانية، تغيّبهم عن الموعد الحاسم، شرح كل ذلك بلغة مباشرة وقويّة، فما الذي حصل بعد ذلك؟
في القارة السمراء، هناك في الكوت ديفوار، اختار الركراكي اللعب بركائزه الأساسية في مباراة الجولة الثالثة أمام زامبيا، متأثرا -ربما- بالحملة التي قادها الإعلام الإيفواري، الذي وضع كامل آماله على أكتاف المغاربة، وظل يناشدهم في تقديم هدية تبقيهم في المنافسة بعدما خلفت "الأفيال" الموعد في دور المجموعات واكتفت بـ3 نقاط لاتغني ولا تسمن من جوع..ربما تلقى الركراكي الاشادة بعد فوز المغرب على زامبيا، رغم أن المغرب كان ضامنا التأهل في كل الأحوال، سواء فاز أو تعادل او حتى خسر، فما الذي حدث بعد ذلك؟
فقد زياش بسبب الاصابة، وانهك ركائزه الاساسية في مباراة لم تكن حاسمة، في ظل مناخ صعب اشتكى هو نفسه من ارتفاع حرارته ورطوبته، ووصل مباراة جنوب إفريقيا مكسور الجناحين، دون زياش على اليمين وبوفال على اليسار، ولاعبين متعبين ذهنيا وبدنيا، وحصد اقصاء مرّا، والذين هلّلوا لفوزه على زامبيا بالأمس، اشهروا سياطهم اليوم..
عموتة كان أكثر خبرة ودهاء من الركراكي، وتعامل بواقعية مع المعطيات أمامه، وساعدته شخصيته القوية، في تخطي الضغوطات والانتقادات، وقطف النجاح وأثبت وجاهة قراره..فيما بدا الركراكي بعد الإقصاء كورقة شجرة سقطت خريفا وعبثت بها الرياح يمنة ويسرة، بعدما اختار "عاجلة زامبيا" على "آجلة جنوب إفريقيا" ..ولله المثل الأعلى..