وجاء قرار جامعة كرة القدم، بعد مرور قرابة أسبوع على إقصاء الأسود في ثمن نهائي النسخة 34 من مسابقة كأس إفريقيا المقامة حاليا في الكوت ديفوار، وكذا الجدل الكبير الذي أثاره الإقصاء، بالنظر إلى حجم انتظارات الجماهير المغربية، التي كبر حلم التتويج باللقب القاري، عقب المشاركة المبهرة في مونديال قطر 2022.
وبقراءة متأنية، ومصغية للرهانات والتحديات، ومستحضرة ما تحقق وما نصبو إليه جميعا في المستقبل القريب والبعيد، سنجد أن البلاغ، كتب بطريقة قاطعة مع لغة الخشب، باستعمال صيغ واضحة وواقعية، نشدانا للأفضل، وتجاوزا للمنجز المخيب للآمال، "...اجتماعات تقييمية...شعورا بالأسف والحسرة...مكامن الخلل... ضرورة الاستمرار في العمل وبذل قصارى الجهود لإعطاء المنتخب وكرة القدم المكانة التي تستحقها... تجديد الثقة في الركراكي لقيادة المرحلة المقبلة، مانحة اياه كل وسائل الدعم والمؤازرة...الجامعة تشكر الجماهير المغربية الوفية...داخل الوطن وخارجه على الروح الوطنية والتضحية الكبيرة التي تحلو بها خاصة الجماهير التي تحملت عناء السفر الى كوت ديفوار، داعية اياهم الى مزيد من الالتفاف والتشجيع للمنتخب الوطني لرفع تحدي كاس افريقيا 2025، وباقي الاستحقاقات القادمة ان شاء الله".
هذه العبارات المنتقاة من البلاغ، الذي ستجدون نصه كاملا، بموقعنا "لوماتان سبورت"، تفيد بما لا يدع مجالا للشك، أن جامعة كرة القدم، واعية بغيرة وطنية خالصة، بدقة الوضع الذي نمر منه جميعا، وحجم الخيبة التي منينا بها، جراء هذا الإخفاق، لكن في الوقت نفسه فتحت أفقا يتسم بميسم الأمل والتفاؤل، يشكل الناخب الوطني الركراكي ركنا أساسيا فيه، من هنا كان صواب قرار تجديد الثقة، و"عين العقل".
لاشك أن البلاغ، يوحي بطريقة غير مباشرة، أن الاجتماعات التقييمية، التي جمعت فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية والناخب الوطني وليد الركراكي، كانت صريحة وجريئة، ووضعت الأصبع على مكامن الخلل، مع استحضار رد فعل مكونات كرة القدم المتزنة والرصينة، بغاية بناء مرحلة تتوخى إعطاء المنتخب وكرة القدم المكانة التي "تستحقها من اجل اسعاد الجماهير المغربية في المنافسات القادمة في مقدمتها تصفيات كاس العالم 2026 والاستعداد لنهائيات كاس افريقيا للأمم التي ستستضيفها بلادنا في صيف السنة المقبلة تجسيدا للرعاية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد لسادس نصر الله لكرة القدم الوطنية ".
الآن، الأفق واضح، والطريق سالك نحو الأفضل، والإخفاق وارد، لكن دون اتخاذه تعلة لجلد الذات، ومعولا لهدم البناء كله.
نعم، كانت هناك "اختيارات سيئة"، و"إخفاق الكوتش"، و"ارتكبت أخطاء" بلغة الركراكي، لهذا نتطلع جميعا، إلى أن تكون "الاجتماعات التقييمية"، بمثابة خارطة طريق لولادة منتخب قادر على تأكيد أننا "نمرض ولا نموت" "و"أننا سبوعا ورجالة"، وأفق مغاير يعكس الاستفادة من خيبة "كان كوت ديفوار"، ويستلهم منجز قطر التاريخي.