الودادية لم تخرج ببلاغها التضامني إلا بعدما جددت الجامعة الثقة في الناخب الوطني، وهو قرار يشاطرها فيه السواد الأعظم من الجماهير والمتابعين، الذين انتقدوا اختيارات الركراكي وقراراته التقنية التي تسببت في خسارة مباراة كانت في المتناول.
"لوماتان سبورت" تواصلت عدد من المدربين المغاربة، واستفسرتهم عن موقفهم من البلاغ، فأجمعوا على التبرؤ منه جملة وتفصيلا، فهل عقدت الودادية اجتماعا واستشارت أطرها وهياكلها (إن وجدت طبعا) قبل إصدار ذلك البلاغ الاعجوبة؟
الكثير من الأحداث التي تهم المدربين المغاربة مرت عليها الودادية مرور الكرام، لم تهنئ عموتة ممثل الأطر الوطنية ببلوغه رفقة "نشامى الأردن" نصف نهائي كأس آسيا، ولم تتضامن معه حينما واجه وحيدا هجوما عنيفا من الصحافة الأردنية، ولم تتضامن معه حينما اتهمّ بسرقة حاسوب وهاتف الوداد الرياضي بعد فك الارتباط بالفريق، لم تتضامن الودادية مع عبد الرحمان السليماني حينما تم ابعاده من الإدارة التقنية بطريقة مستفزة بعد سنوات طويلة من العطاء، لم تتدخل في قضية اعتداء العمراني على العزيز، لم تتضامن مع عبد الغني الناصيري، الذي عاش مرحلة صعبة جراء التهميش، ولا مع حسن حرمة الله الذي مُنع من نقل معارفه للمدربين في الدورات التكوينية التي تنظمها الكونفيدرالية الإفريقية بشراكة مع الجامعة، ولم تتضامن مع العراقي بعد توقيفه مدى الحياة وقطع أسباب الرزق عنه، لم تحرك ساكنا أمام عشرات الحالات من الطرد التعسفي التي تمارسه بعض الاندية ضد مدربين لاسكات الجمهور، مدربون تحولوا إلى شماعات لتعليق الأخطاء التسيرية لمكاتب فاشلة وقفت الودادية منهم موقف المتفرج …فما الذي أنطقها اليوم؟ من ذا الذي أفتى ببلاغ غريب، أثار ضدها موجة من السخرية، و نغصّ عليها حياتها الهانئة في حديقتها السرّية؟
الانتقادات التي طالت الركراكي بوصفه مدربا ومسؤولا عن الجوانب الفنية والاختيارات البشرية، تعدت ماهو وطني إلى ماهو دولي، فالعديد من المحللين والنقاد والصحافيين في القنوات الاعلامية العربية والاجنبية تناولت الاخطاء وعددت الزلات التي سقط فيها الناخب الوطني، وبلاغ الودادية ماهو إلا صرخة في وادٍ ونوتة نشار لا محل لها من الاعراب ولا من الصيرورة الطبيعية في عوالم كرة القدم في كل قارات العالم، بعد حصد اخفاق غير متوقع..ولا مبرر.