لم يكن قرار تجديد الثقة في وليد الركراكي متسرعا، بل اتخذ في ضوء "اجتماعات تقييمية"، بين فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والناخب الوطني وليد الركراكي، لدراسة أسباب الإقصاء- الخيبة، بغاية الوقوف عند "مكامن الخلل"، توخيا لغد أفضل، يسعد الجماهير المغربية، التي لم تعد تقبل إلا بالألقاب، خاصة بعد الإنجاز التاريخي والاستثنائي في مونديال قطر 2022.
لن أدخل في أمور، أعتبرها شكلية بالنظر لدقة المرحلة، وإن كانت لها مصداقية بمعنى من المعاني، من قبيل "أخلاقيا، كان على وليد الركراكي تقديم استقالته، تماشيا مع الوعد الذي قطعه على نفسه في علاقة مع المشاركة في الكان، وليترك الجامعة اتخاذ القرار المناسب في اجتماع لمكتبها المديري"، "هل كانت مكامن الخلل في مباراة جنوب إفريقيا فقط؟"، "ما الذي اضافه البلاغ بتوجيه الشكر إلى الجماهير المغربية على وقوفها بجانب المنتخب المغربي في أي مكان وجدت فيه"، "البلاغ تحدث عن الركراكي دون الطاقم التقني، فهل هذا يعني أن هناك تغييرات في الطريق؟...".
فهذه الأمور وأخرى، تابعناها وعايناها إما تحليلا اوانتقادا...، بعد صدور بلاغ جامعة كرة القدم، لإعلام الرأي العام الرياضي بأن الركراكي سيواصل عمله كمدرب للمنتخب المغربي.
في تقديري الشخصي، الخطوة المهمة، التي يجب القيام بها الآن وبعد بلاغ تجديد الثقة، هي تنظيم ندوة صحفية، لتسليط الضوء على ما جاء فيه، وبشكل تفصيلي إن اقتضى الأمر ذلك، الغاية منها أولا، التوضيح والتفسير، وثانيا بعث أفق تفاؤلي للحفاظ على تلك العلاقة الوطيدة التي تجمع الجماهير بمنتخب بلدها، وهي الخطوة التي دافعنا عنها في برنامج "بلاطو الكان"، الذي واكبنا من خلاله وبمعية الزميلة سارة حيان، الحدث الإفريقي إلى حين الخسارة أمام جنوب إفريقيا.
فمن غير المستساغ، أن يخرج الجميع للحديث عن نجاح ما، إلى حد الملل، لكن في حال الإخفاق يتوارى هذا الجميع بكل مكوناته.
ليس عيبا أن نخفق...نفشل...نخسر...ننهزم، لكن العيب كله هو التواري وغياب المواجهة خصوصا أن النية الإيجابية موجودة، في التطلع إلى الأفضل في القادم من المواعيد.
"حنا مكان تخبعوشي"، هكذا ردد الركراكي في جل ندواته بالكوت ديفوار، لذا أتمنى صادقا أن يخرج من دائرة الصمت، لأن هناك الكثير من الأسئلة المعلقة، تنتظر فقط الجرأة التي عهدناها في الناخب الوطني، لا "النية" ولا "الرئة" فقط..