جاء في بلاغ- قرار جامعة كرة القدم "...أكد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على ضرورة الاستمرار في العمل وبذل قصارى الجهود لإعطاء المنتخب وكرة القدم المكانة التي تستحقها"، وكذا "...تجدد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الثقة في وليد الركراكي لقيادة المرحلة المقبلة، مانحة اياه كل وسائل الدعم والمؤازرة من اجل تحقيق المكانة التي تستحقها كرة القدم الوطنية بصفة عامة والمنتخب الوطني بصفة خاصة".
وردت، في الفقرتين عبارة "إعطاء كرة القدم المكانة التي تستحقها"، ثم "تحقيق المكانة التي تستحقها كرة القدم الوطنية بصفة عامة"، هنا، أتوقف لطرح سؤال الكيف بخصوص تحقيق هذه المكانة، في ظل ما يعرفه الدوري الاحترافي من تمظهرات وصور لا تليق بمغرب "ما بعد مونديال قطر 2022".
منذ الأمس القريب، ونحن نجتر المشاكل نفسها، مع الأندية كلها تقريبا، وإن بدرجات متباينة ومتفاوتة: الصراع التسييري بيوسفية برشيد، والمشاكل المالية بالمغرب الفاسي وشباب المحمدية، والمولودية الوجدية، وحسنية أكادير، النزاعات وما بلاغات العصبة الوطنية الاحترافية في هذا الإطار، إلا خير جواب وأنصع مثال...
بكل صراحة، فمثل هذه المظاهر، تسئ إلى المنجز التاريخي والاستثنائي للأسود في مونديال قطر 2022، الذي من المفروض أن يشكل علامة فارقة وتحول جذري وانعطافة مفصلية، في مسار البطولة الوطنية، من خلال إقدام القائمين على الشأن الرياضي – الكروي على ابتكار سيناريوهات القطع مع المظاهر المومأ إليها آنفا، لكونها تنال من قيمة وبشكل سلبي في الإنجاز العالمي، الذي ارتقى بالمغرب الرياضي إلى درجة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وبكثير من الثقة والارتياح، يوافق على الملف الثلاثي للمغرب وإسبانيا والبرتغال لتنظيم مونديال 2030، علما أن الذاكرة الكروية بمعناها الأخلاقي، تقتضي إعطاء الأولوية والأسبقية، للأورغواي بحكم مرور قرن على تنظيم أول كأس عالمية، والتي جرت في هذا البلد أمريكو- لاتيني.
افهم من عبارات الفقرتين المشار إليهما سابقا، أن جامعة كرة القدم، تتجه نحو جعل البطولة الوطنية رافدا من روافد تطعيم المنتخب الوطني المغربي، لكن والحالة المعاشة حاليا، لا أظن أنها مساعدة على نجاح هذا التوجه.
وهنا، أقترح، لتجاوز الحالة المعاشة راهنا، أن يتم تنظيم يوم دراسي، يخصص لصياغة خارطة طريق ملزمة...واضحة المعالم والأهداف...مقيدة بتواريخ زمنية محددة من ناحية التنفيذ، على أن تتم المتابعة والمراقبة تحت إشراف فوزي لقجع رئيس جامعة الكرة، وعبد السلام بلقشور رئيس العصبة الاحترافية، للوقوف عند ما تحقق وما أسباب الذي لم يتحقق، لموصلة المسير نحو أفق عنوانه العريض "تحقيق المكانة التي تستحقها كرة القدم"،
خيبة الأمل كانت كبيرة... التفاؤل واجب ومشروط... والمستحيل ليس مغربيا...