الركراكي...نريد تعثر الأقوياء

لن أعود إلى مضامين خرجة الناخب الوطني وليد الركراكي الإعلامية، التي جاءت بعد الإخفاق في "كان كوت ديفوار"، الذي شكل صدمة مشروعة للجمهور المغربي، بالنظر إلى الإنجاز التاريخي للأسود في مونديال قطر 2022، والحديث عنها بكثير من التفاصيل، وفق "ما قيل" و"ما لم يقل".

اليوم، كل مكونات المنتخب المغربي أقرت بالفشل والإخفاق، إلى حد اعتراف الناخب الوطني بمسؤوليته في ذلك، وتطلعه إلى العمل أكثر لتجاوز هذه العثرة، من خلال الانكباب على إحداث تغييرات تطال الطاقم التقني واللاعبين، واتخاذ خطوات على غرار إحداث لجنة مكونة من العديد من المتدخلين، لدراسة أسباب الفشل في التتويج بكأس إفريقيا.

لكن، ما آلمني، وأنا أتابع الركراكي في لقاء الجمعة 16 فبراير 2024، الإعلامي بالقناة الرياضية، الطريقة التي كان عليها، الجلسة، تعبيراته، ونظراته، وحركات يديه...

هذه التمظهرات الخارجية، قادتني دلاليا، إلى استنتاج مفاده أن الركراكي غير مرتاح، ويعيش فترة قلق، وأخاله في هذه اللحظة وكأنه يعيد سيناريوهات المشاركة في "كان كوت ديفوار"، أشعرته أن ما حصل ليس بالشئ الهين، خاصة مع استمرار الانتقادات، التي كانت في بعضها قاسية جدا.

بكل صدق، أدخلني اللقاء الإعلامي، دائرة الخوف، لأني كنت ألمس القوة والثقة في كل خرجات الركراكي، التي تابعتها منذ تسلم مهامه خلفا لوحيد هاليلوزيتش، وبالتالي كنت أشعر دائما بالتفاؤل اللحظي والمستقبلي.

لهذا، وبالنظر إلى الاستحقاقات المقبلة، أتطلع في الفترة المقبلة إلى معاينة تعثر الأقوياء. نعم، أخفقنا، لكن ليس نهاية العالم، خاصة مع الاعتراف بالفشل، ذلك أن من سيمنح القوة، هو الجرأة في التشخيص، والذهاب مباشرة إلى مكن الإخفاق، وترجمة فعلية للكثير من المقولات، التي ظل الكراكي يرددها في خرجاته على غرار "الجاهزية"، و"الحراقية في الرجلين"، "باسبور أخضر"....

الركراكي في مرحلة المراجعة، وعلينا جميعا أن نكون بجانبه بالمعنى الإيجابي، ما وقع يحدث لكبار المنتخبات العالمية، ولنا في مونديال 2014 والهزيمة المذلة للبرازيل أمام المانيا المثال الناصح...

القادم أفضل