أقمصة الشرعية تسقط ادعاءات "الجار" الخادعة

عز الدين مخلوفي

"مغربية الصحراء، هذا شئ لا جدال فيه، لكن كنا ننتظر من كولومبو أن يعرف الناس مع من حشرنا الله في الجوار، كنا نريد أن يعرف الناس النوايا الحقيقية لمن هم يساكنونا ويجاوروننا، ولله الحمد سبحانه وتعالى، انكشف الغطاء". المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.

ما عاشته بعثة نهضة بركان منذ وصولها صباح الجمعة 19 أبريل الحاري، إلى مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائر، من معاناة ومحن تعد قمة في الاستهتار بجهاز الكونفدرالية الإفريقية(كاف)، الوصي والمشرف على كرة القدم بالقارة السمراء، وضربا لكل معاني التسامح والإخاء التي تعمل الرياضة بكل صنوفها على نشرها بين الشعوب.

فبعد واقعة الوفد الإعلامي المغربي العام 2022، حينما رفضت السلطات الجزائرية الترخيص له للقيام بواجبه الإعلامي المتمثل في تغطية منافسات الألعاب البحر الأبيض المتوسط للعام 2022، عادت هذه السلطات لنهج الأسلوب ذاته مع بعثة نهضة بركان، التي حلت بالجزائر لخوض مباراة ذهاب نصف نهائي كأس الكاف أمام اتحاد العاصمة، وذلك من خلال خلق وافتعال ما بات يعرف بـ "قضية الأقمصة".

فما كان يصل من أخبار وصور عن معاناة بعثة ممثل كرة القدم المغربية على الصعيد القاري، يثبت لا مجال للشك أننا إزاء حكام ومسؤولين مصابون بفوبيا اسمها المغرب.

لقد أخرجت السلطات الجزائرية، بصنيعها الأرعن والأحمق، المباراة من إطارها الرياضي لتتخذ لبوسا سياسية تتنافى مع القوانين التي تدعو إلى إبعاد كل ما هو سياسي عن المجال الرياضي، رغم ما قدموه من تبريرات تبقى في مضمونها واهية وغير مسنودة بالحقائق الدامغة، والتي لم تعد مراميها تنطلي على أي أحد، لأن القناع سقط، منذ محطة جمارك مطار هواري بومدين، إلى الكيفية التي دخل بها اتحاد العاصمة ملعب 5 يوليو دون مراقب الكاف والحكام والفريق الضيف نهضة بركان.

من تتبع هذا المسلسل بكل موضوعية، وباستحضار قوانين الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، المنظمة لمختلف مسابقاتها، سيجد نفسه قبالة مسؤولين يكنون حقدا دفينا للمملكة المغربية، تمت مداراته وحجبه في مناسبات سابقة بطرق خسيسة، باستغلال الكرسي الفارغ ضمن سياق تاريخي ولى دون رجعة.

اليوم، ومع الحضور المغربي مؤسساتيا قاريا ودوليا، ونجاحات المغرب الرياضي المسنودة بدعم ملكي سام، انكشف القناع، الشئ الذي نتج عنه ارتفاع منسوب الرعونة والحمق إلى درجة فقدان الصواب، وإلا كيف سنفسر استحضار أقمصة أخرى غير تلك التي وافق عليها الكاف، ووضعها في المكان المخصص لها في مستودع ملابس نهضة بركان؟ ما معنى كلمة الدفاع عن سيادة الدولة الجزائرية التي تكررت في تصريح قريشي المدير الرياضي لاتحاد العاصمة؟، وما هو ردهم على تنبيه الشركة المغربية عبر رسالة  بعثها محاميها، للاتحاد الجزائري على فعلته وجرمه وخطوته اللا قانونية، عند استحضاره للأقمصة مقلدة ومزورة؟

في مقابل هذا العبث الفوضوي، أظهرت بعثة نهضة بركان، التي ترأسها حكيم بن عبد الله، درجة عالية من الحكمة والرزانة والنضج الديبلوماسي والقانوني، في التعامل مع القضية، متشبعة في ذلك بقيم الديموقراطية، المتجسدة أولا في احترام المؤسسات، ممثلة في هذه الحالة بالكاف.

ولعمري هذا "النبوغ المغربي"، في مظهره البركاني، زاد من حنق وغضب المسؤولين الجزائريين، وآلاتهم الإعلامية التضليلية، التي عملت على الترويج لأباطيل وأكاذيب، بغاية إبعاد الشعب الجزائري عن الحقيقة التي باتت مكشوفة.

بقي فقط، أن يقوم الكاف بالدفاع عن سمعته وحرمة أجهزته، والتصدي لهذه المواقف المعاكسة للقانون والواقفة سدا منيعا بالأباطيل والأكاذيب أمام محاولات فريق موتسيبي للمضي قدما نحو الرقي بكرة القدم الإفريقية إلى ماهو أفضل.