نهضة بركان ومنتخب كرة اليد... انصاف مستحق

في توقيت متقارب، صدر قراران منصفان في حق المغرب الرياضي، ليؤكدان بالفعل أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وأن ما بني على باطل فهو باطل.

أولا، أصدرت لجنة المسابقات التابعة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، قرارها بخصوص عدم إجراء مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة،  بسبب رفض السلطات الجزائرية، تسليم الأقمصة الحاملة للخريطة السيادية للمملكة المغربية، التي حجزتها في مطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائر، والقاضي بانهزام الفريق الجزائري في ذهاب نصف النهاية بثلاثية نظيفة، مع إجراء لقاء العودة ببركان الأحد المقبل بالملعب البلدي في بركان، إلى جانب إحالة الملف على اللجنة التأديبية لاتخاذ قرارات إضافية محتملة.

بالتوازي، اعتبر الاتحاد العربي لكرة اليد، المنتخب الجزائري منهزما بنتيجة (10-0)، لعدم خوض مباراته أمام نظيره المغربي، ضمن منافسات البطولة العربية للشباب، بسسب قميص المنتخب المغربي الحامل لخريطته السيادية.

ماذا يعني هذان القراران؟

فبكثير من الترو والهدوء ودون اي شوفينية عمياء، بل فقط باستحضار الوقائع والأحداث الملموسة والواضحة، نقول إن العداء الخفي التي تكنه السلطات الجزائرية، للمملكة المغربية، لم يعد قادرا على مسايرة، النجاحات المتواترة للمغرب الرياضي باتباع سياسة اللعب من وراء الستار، وتحديدا منذ الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس في نهائيات كأس العالم بقطر العام 2022، مرورا بما حققته في السنتين الأخيرتين المنتخبات السينية في التظاهرات القارية والعالمية، سواء الذكور أوالإناث، إلى تتويج منتخب الفوتسال بكاس إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي، ناهيك عن الإشادة التي حظي بها المغرب، على هامش هذه المسابقة القارية، من طرف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إينفانتينو، هذا دون الحديث عن اختيار الوداد الرياضي ليكون أحد ممثلي القارة الإفريقية في كاس العالم للأندية للعام 2025 بالولايات المتحدة الأمريكية في غياب تام لفرق "الجار المزعج"، وكذا الاعتراف الدولي مؤسسات وأفرادا، بالتطور، الكبير والمبهر، الذي حققه المغرب على صعيد بنياته التحتية، التي دفعت العديد من الباحثين والأكاديميين إلى اعتبار المغرب أحد المرشحين البارزين لقيادة إفريقيا نحو إيجاد مكان لها بين الأمم المتقدمة، في المستقبل.

ما حدث في الأيام الأخيرة، كشف الوجه الحقيقي للدولة الجزائرية، الحامل لمؤامرة محاكة ضد المغرب، وأن كل ما تدعيه حول انتصارها لـ "الحق" و"المشروعية" و"الشرعية"، ما هي إلا ذارئع تمررها في وقت "الكاميرا شاعلة"، لذا، ما معنى ما روج من أن الأقمصة تمس السيادة الوطنية للدولة الجزائرية، دون توضيح أي تكمن مظاهر هذا المساس؟، وماذا يعني الأتيان بأقمصة آخرى بديلة في تحد سافر للجهاز الوصي على كرة القدم بالقارة الإفريقية؟ ووصلت المؤامرة مداها لما قال أحد المسؤولين الجزائريين لبعثة ممثل المملكة المغربية "إنكم غير مرغوب فيكم، هيا ارحلوا"...إنه لعمري الخبث والمكر والحقد في أبهى صوره...

المهم، في كل هذا، أن بعثة النهضة البركانية، وعلى رأسها حكيم بن عبدالله، أظهرت مستوى عال من النضج الديبلوماسي، والتعامل المحترم للمؤسسات، ما أربك "الجار المزعج"، الذي سخر آلته الإعلامية الممررة للمغالطات والأكاذيب، وبأدلة مضحكة باعثة على السخرية، جعلت الدولة الجزائرية أضحوكة أمام العالم، والقارة الإفريقية منها براء.