في لحظة الإعادة المتأنية والهادئة، ظلت العديد من الأسئلة الرئيسية والفرعية، تراودني من شاكلة، ما السبب الكامن وراء عدم الاستفادة من هذا المعين المعرفي والأكاديمي، الذي أثراه الدكتور حرمة الله بتجارب غنية ومتنوعة من حيث المرجعية الموزعة بين العلمي والجغرافي؟ ثم لماذا لم تلق مثل هذه الحوارات الصدى الواسع للنقاش، خاصة مع الطفرة المحققة في المجال الرياضي، سواء قاريا أو عالميا، في انتظار أن تطال هذه الوثبة ما هو محلي؟.
لا أكتم سرا، إذا قلت، إنني لا أملك الجواب الكافي والشافي، لأن مثل هذه الأسئلة، الإجابة عنها لا يتحكم فيها الظاهر والمتداول، بل هي مرتبطة بأمور متعلقة بالدرجة الأولى بأصحاب العقد والحل.
ومع ذلك، وجدتني أشعر بالخجل والحسرة، وأنا أتابع إجابات حرمة الله، خاصة الكيفية التي يستعرض بها أفكاره ووجهات نظره، والتي غالبا ما يعززها بأمثلة عاشها أو حصل عليها في إطار شغفه العلمي- الأكاديمي، إلى درجة أن المحاور (بكسر الواو)، أقر في لحظة انبهار لا إرادي - عفوي، بأنه يسمع لأول مرة هذا التحليل العلمي، على امتداد مسيرته الرياضية.
وبلغ الخجل مداه والحسرة مستواها المحير، عندما قال حرمة بالحرف "بعد استقراري بالمغرب، أنا منفتح على الجامعة، ومنفتح على مساعدة بلدي، كأي مواطن، وهذا هدف أي مغربي لما يكون محبا لبلده، ولديه شعار الله الوطن، الملك، فهو يريد العمل من أجل بلده... في الفترة الأخيرة، طلب مني أن أشغل منصب مدير تقني وطني في بلدان الخليج، وفي ومازالوا في حديث معي حول الموضوع، لكنني لا أريد أن أخرج مرة أخرى من بلدي، بل أريد أن أطبق أفكاري في بلدي، وأفيد بها وطني، وهذا هو انشغالي وهمي في الوقت الحالي، فمنذ صغري وأنا أحلم بخدمة ومساعدة المغرب، ولا شروط لدي سوى مساعدة بلدي، ثم في هذا السن الذي وصلت إليه، وبعد قضائي لسنوات رائعة بدول الخليج، يبقى هدفي هو مساعدة المدربين المغاربة، والإدارة التقنية، وأي فريق، لأن الهم الأول هو تبليغ المعلومات خدمة لبلدي".
في هذه اللحظة، تذكرت قصة هشام الدكيك، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة، واستحضرت تلك الدموع التي أذرفها، في سياق الحديث عن واقع الحال، علاقة بالبداية الصعبة جدا، خاصة عندما لا تجد من لا يؤمن بمشروعك، لكن وبمجرد ما وجد الشخص الذي آمن به ودعمه وشجعه، والمتمثل في فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي يتقن فن الاستماع والإصغاء، كانت المحصلة أكثر من رائعة...
فعلى هدي ما حصل مع الدكيك، أتمنى تحقيق حلم آخر، مع حرمة الله، على عهد لقجع، بوضع خارطة طريق تتغيا استثمار المنجز والحفاظ على المكتسبات، وفي الوقت ذاته التطلع للأفضل من اجل ترجمة طموح لقجع الذي، بالمناسبة، نتقاسمه معه جميعا، على ارض الواقع، والمتجسد في رؤية المغرب الرياضي في أعلى المراتب...ولعمري أجد هذا الأفق الباعث على الأمل، حاضرا في كلام حرمة، فقط ينتظر زر رئيس الجامعة الوصية، لبدء العمل ثم العمل...وصفة لقجع للنجاح المحقق.
بقي فقط أن أشد بحرارة على يد بوخريص، على فكرته الإعلامية (بوخريص تالك)، التي مكنت المتتبع ومن خلال ضيوفه، من أن يقف عند العديد من الحقائق الكاشفة لبعض أعطاب رياضتنا، والتي بالإمكان أن تنمحي بالاعتماد على أطر من قبيل الدكيك وحرمة الله...يكون وراءها مسيرون بمواصفات فوزي لقجع.