صحيح أن بركان لم يقدم ما يشفع له بانتزاع اللقب، وفرط في تفوقه خلال مباراة الذهاب وأبان مدربه الشعباني عن "جبن" تكتيكي منذ بداية مباراة العودة، لكن..ما الذي كان سيحدث لو كان بركان هو من استفاد من انحياز مخرج المباراة وتعامي الحكم عن حالات مثيرة؟
الآن وبما أن الضحية فريق مغربي، صمت هؤلاء جميعهم صمت القبور، لم ينهقوا كعادتهم بعد كل فوز مغربي منتخبات أو أندية، كبار وصغارا ذكورا وإناثا، لكن ما الذي جعل هذه "الأسطورة" تعرف طريقها للوجود؟ من الذي أوحى بالفكرة الجهنمية للمتربصين بكل ما هو مغربي في الكرة وفي غيرها؟ من؟
لدينا شريحة واسعة من المشجعين من فصيلة "الذباب الذي يزنزن" كما أسماهم رئيس فريق مغربي ومسؤول جامعي، يتحركون وفق استراتيجيات محكمة، بعد أن ينهوا اجتماعاتهم في مجموعات سرية على تطبيقات "واتساب" و"ميسانجر"، أشعلوا الشرارة قبل عدة سنوات وتحركوا أسرابا نحو صفحات القنوات التلفزيونية العربية الكبرى، وصفحات الأندية الشمال إفريقية، وصفحات الجماهير وصفحات المؤثرين، لم يتركوا صفحة مليونية إلا و"زنزنو" في تعليقاتها بعبارات متكررة نسخوها من مجموعاتهم السرية وألصقوها هناك، "لقجع فاسد" "لقجع يتحكم في الكاف" "لقجع..لقجع ..لقجع"..
ذبذبات تلك "الزنزنات" الذبابية، التقطتها سريعا أبواق الناهقين المتربصين، لم يرفضوا الهدية فنفخوا فيها وحولوها إلى شبه حقيقة..لقجع يتحكم في الكاف..
قبل أيام خرج رئيس جامعة الكرة في حوار مع قناة مصرية، ليدافع عن نفسه أمام أسئلة من قبيل: هل لقجع هو من يتحكم في تعيينات الحكام؟ هل صحيح أن رئيس الجامعة هو من يحرك الكاف كما يشاء وقتما شاء كيفما شاء..ليضطر فوزي لقجع لإخراج "الخشيبات" و"الأقراص" من جيبه ويشرح الواضحات ..ذلك الصحفي الأصلع المصري الذي حاور لقجع، كان يعلم يقينا أن الكاف هي في الحقيقة مستعمرة مصرية بامتياز ..لكنه رغم ذلك أصرّ على طرح أسئلة فرضت نفسها بحكم التكرار والتراكم في وسائل الإعلام ومنصات التواصل..
الصحفي المصري لا يخفى عليه بكل تأكيد أن الكاف هي في الحقيقة في قبضة المصريين، بحكم أن مقرها هناك في القاهرة منذ عدة عقود.. فالموظفون والإداريون هناك كلهم أو جلهم من أرض الكنانة في لجانها وفي مكاتبها وفي إعلامها وفي إداراتها..لكنه أصر على تكرار أسئلة "بايخة" بحكم أن الإعلام والمنصات كرستها مستعملة طريقة سحرية جربها المنافقون منذ ألاف السنين، وكرسها الإعلام النازي في الحرب العالمية الثانية تقول: "اكذب ثم اكذب وتمادى في الكذب ..حتى يصدقك الناس".
حادثة الإخراج التلفزيوني المنحاز تكررت كثيرا في مصر، لذا على الكاف أن تسد هذا الباب بسرعة لتضمن تكافؤ الفرص بين جميع أبناء القارة، وعلى "ذبابنا" أن يعود لإنسانيته وأن يتوقف عن الإساءة للمغرب من حيث يعتقد أنه ينصر فريقه الذي يشجعه..أن يغلب المصلحة العليا على المصلحة الشخصية، وإن كان لا بد من "التزنزين" فـ"ليزنزنو" هنا ولا يتركوا الفرصة للركوب فوق حملاتهم الذبابية هناك.