النادي المكناسي والنادي القنيطري...ماذا بعد الصعود؟

أولا، نود أن نهنئ النادي المكناسي والنادي القنيطري، على تحقيق الصعود مع نهاية الموسم الرياضي 2023-2025.

فالفريق المكناسي، تمكن من حجز بطاقة الصعود إلى الدوري الاحترافي الأول، قبل انتهاء الموسم بجولتين، بينما نجح الفريق القنيطري من العودة إلى القسم الثاني، عقب حلوله وصيفا للمتصدر اتحاد يعقوب المنصور.

الآن، وقد أنجز الفريقان المهمة بنجاح، ولا شك أنهما بصدد التفكير في كيفية خوض الموسم المقبل، وفق رؤية جديدة، بهدف تجنب تكرار النزول.

في هذا الأفق، أرى أنه بات من اللازم، على مسؤولي الفريقين، القيام بوقفة من أجل تقييم الوضع من حيث الما قبل والبعد، حتى يتسنى صياغة ورقة تمثل خارطة طريق للمضي قدما نحو الوصول إلى مرحلة التنافس على الألقاب.

عملية التقييم، ينبغي الابتعاد فيها على كل ما عاطفي، والتغني بإنجاز اليوم، ونسيان أو تناسي أن المهم هو الغد، فسهل أن تظل مكونات النادي القنيطري والمكناسي تتحدث عن الصعود، من خلال إبراز التضحيات والمجهودات التي بذلها هذا وذاك، وتبادل عبارات الشكر، وما إلى ذلك، مع العلم أن الأهم يبقى هو المرور إلى عقد اجتماعات مكثفة في هذه المرحلة للدفع بعملية التقييم إلى مداها، لتفادي تكرار ما حصل في الماضي.

فغياب هذه المقاربة البعدية، هي التي عصفت بالعديد من الأندية، التي كانت إلى وقت قريب تلعب الأدوار الطلائعية في البطولة المغربية، وكانت أحد مزودي المنتخب المغربي، أين هي الآن نهضة سطات، واتحاد سيدي قاسم، الاتحاد البيضاوي، ونجم الشباب، واتحاد المحمدية...

في الحقيقة، يحز في القلب، معاينة مشاكل تتعلق بالمستحقات المالية للاعبين، وما ترتب عنها من إضرابات أو التوجه إلى لجنة النزعات، أو تلك المرتبطة بصراعات شخصية معرقلة لمسيرة الفريق ومحبطة للأنصار والمحبين، إلى درجة سئمنا من تريد عبارات "يجب وضع يد في اليد" و"يجب تغليب مصلحة الفريق"، "تظافر الجهود" "الجلوس على طاولة الحوار"...، بالله عليكم، من الذي يجب أن يقوم بذلك؟ الجواب لا يوجد خارج المكونات التي عليها تبني لغة الحوار الشجاع والجريء...

تألمت في السابق لوضع الكوديم، وهو يصارع من أجل العودة إلى دائرة الأضواء لعدة مواسم، وهو الذي يعد أحد أهم الأندية التاريخية، التي أعطت لكرة القدم المغربية أسماء من الصعب نسيانها على غرار حميدوش، والحارس بنحليمة، ولغويني، اسماط، والمرحوم عزيز الدايدي...وكذا الكاك الذي في غفلة، وجدناه يخوض مبارياته في قسم الهواة، وينافس من أجل الصعود إلى الدرجة الثانية، وهو الذي منحنا أسلوب لعب ممتع بفضل مجموعة من اللاعبين المهارين من قبيل البوساتي، أخريف، وبوعبيد، وجمال، وخليفة، واسحاسح...وأتألم اليوم للفريق القاسمي (حفار القبور)، الذي سيلعب بالقسم الشرفي،  وهو الذي أعطى رشيد الطاوسي ومولود مدكر...

نعم، النادي المكناسي والنادي القنيطري حققا الصعود، ومن الآن فصاعدا، على مسؤوليه أن يفكروا في تفادي ذاك اليوم الذي سيأتون فيه لتبرير الفشل، لا قدر الله، وأنهم فعلوا كذا وكذا وكذا ولكن هناك أياد خفية أو مؤامرة ضد الفريق، أو أن الفريق لم يتلق الدعم.

الأمور كلها واضحة، فقط على الجميع أن يتحمل مسؤوليته، وفي حال رأى أن الوضع يسير عكس طموحه عليه المغادرة، وترك المجال لمن له المقدرة في ابتكار وصفات النجاح...

فهل وصلت الرسالة؟ أتمنى ذلك...