لاحظت من خلال متابعتي تقريبا لكل ما ينجز من طرف مختلف وسائل الإعلام، لمباريات المنتخب المغربي سواء من قبل أو من بعد، أنه يتخذ منحى عاطفيا، إلى حد تبرير ما لا يجب أن يبرر، وإعطاء تفسيرات لبعض الصور واللقطات أكثر مما تتطلب، إلى درجة أنه لو أتيح لها أن تتكلم لقالت عكس ما قيل أو كتب أو علق...لكن العكس يحدث في تلك التي يجب الوقوف عندها بنقاش رصين وهادئ وموضوعي...
وسأعطي للتمثيل لا الحصر، تصرف حكيم زياش ويوسف النصيري بعد مباراة زامبيا.
صحيح، أن الناخب الوطني وليد الركراكي عبر عن رفضه لهذا السلوك، معتبرا أنه لا يعطي صورة جيدة عن المنتخب المغربي، لكنه في الوقت ذاته برر ما صدرا منهما، بالقول أن "زياش كتعرفو زياش وشخصيته" و"النصيري ولد مربي، وبغا يلعب"، وزاد "أنا كيغجبني مثال هذا النوعية من اللاعبين".
في هذا النقاش، أرى أن حديث الصحفي أيوب البصري عن تصرف زياش كان موضوعيا ويعكس شعوره الصادق اتجاه المنتخب المغربي، خاصة أنه أرفق رأيه بأرقام لاعبين آخرين في المنتخب، تظهر أحقيتهم في اللعب أساسيين، هذا إلى جانب مقاربات الصحفي نسيم الكرف، الفرانكفوني بروح مغربية خالصة.
وفي النقطة ذاتها، أذكر بتحليلات القيدوم سعيد زدوق، المتسمة بميسم الموضوعية، والنقاش في الرياضة بالمعنى الحقيقة للكلمة.
لنعد إلى تصرف زياش والنصيري، لأقول، إنه غير مسموح لهما بتاتا، تحت أي مبرر، الإقدام على ذلك السلوك، لأن الأمر متعلق بالمنتخب المغربي، الذي نتفق على أنه" فوق الجميع"، أكثر من ذلك فهما محترفان، بمعنى أن الاحتراف هنا لا يشمل اللعب بل أيضا يطال السلوك والعقلية والتعامل مع اللحظات الصعبة.
في المقابل، نستحضر التعامل الكبير لأيوب الكعبي، منتوج البطولة الوطنية، اللاعب لم يشارك في المونديال، وظل يتعامل مع غيابه بالكثير من الهدوء الاحترافي، وبأفق أفضل، من خلال موصلة الكد والاجتهاد، وكأني به يستحضر مقولة فوزي لقجع رئيس الجامعة المليكة المغربية "العمل ثم العمل ثم العمل"، فكانت النتيجة، سواء مع فريقه أولمبياكوس أو الأسود في مباراة الكونغو، الشئ نفسه يقال على سفيان رحيمي.
فاللاعبان معا، لم يصدر عنهما أي تصرف لا رياضي، وكتما غضبهما وعدم رضاهما، باللجوء إلى وصفة لقجع.
وفي الأفق ذاته، أدعو إلى الترفع على تلك الأمور الصغيرة، وعدم الوقوف عندها كثيرا، التي تحدث في مباريات المنتخب، لأن من شأن ذلك أن يبعد الأساسي والجوهري، إذ ما معنى أن نقول مثلا "عجبني الحال منين خرج كايضحك"، "شفيته كيف سلم عليه"، "شفتي كيف ضربات لبوتو اوخرجات"، "شوف كيفاش راوغو"...مثل هذه الأمور لن تفيد في شيء..
المنتخب المغربي وصل إلى المربع الذهبي لكأس العالم 2022، والمملكة المغربية مقبلة على تنظيم تظاهرات رياضية عالمية: كأس العالم لأقل من 17 سيدات، كأس إفريقيا للسيدات والرجال، وكأس العالم 2023، فمن الحتمي والضروري العمل (مرة أخرى نعود لوصفة لقجع الناجحة) أن نبدأ في ترسيخ أدوات ومقاربات إعلامية رصينة، محكومة بشعار "ديما مغرب"، أداء ونتيجة ومتابعة..