بالصدفة، تعرف أمزان على رياضة تسلق الجبال. حيث قال في حديث لـ "لوماتان سبورت"، "خلال مشاركتي في سفر جماعي مع وكالة للأسفار إلى جبل توبقال (4165 متر) عام 2015، وبعد الوصول إلى القمة، وخلال العودة، دخلت في حديث مع المشاركين. طرحت سؤالا كان سيشكل لاحقا الانعطافة في حياتي الرياضية: لماذا لا نواصل هذا المسار بالتفكير في تسلق أعلى قمم الجبال عالميا، خاصة إيفرست؟ ضحك المرافقون والمشاركون في هذه الرحلة، لكن في الحقيقة، لم يدركوا أن هذه الضحكة كانت نقطة التحول. معها كبر الحلم، الذي من أجله تحملت الكثير من الصعاب وتجاوزت الحواجز المادية والمعنوية. كانت الضحكة بمثابة الحافز القوي لرفع التحدي".
ما زاد وقوى من حلم أمزان هو مشاهدته لفيلم "إيفرست"، الذي منحه الثقة والعزيمة والإرادة في السير قدما نحو تسلق هذا الجبل العملاق الموجود في القارة الآسيوية.
بدأ أمزان يفكر في وضع برنامج محكم، مستوف لكل الشروط المطلوبة لتحقيق هدفه - تسلق جبل إيفرست. أكد في حديثه، أنه بعد مشاورات واتصالات فردية، شملت مؤسسة البنك الشعبي التي يعمل فيها، "بالمناسبة، أوجه لها الشكر والامتنان على ما قامت به من مبادرات داعمة لي". كما شكر مدير أعماله إلياس البركاني، الذي كان له فضل كبير في إعداد الرحلة من بدايتها إلى نهايتها.
كشف أمزان أن الخطوة الأولى كانت في عام 2016، وتحديدا في شهر غشت، عندما تسلق جبال كليمانجارو بتنزانيا (5895 متر)، وهي أعلى قمة في القارة الإفريقية. ثم تسلق قمة البروس الموجودة على الحدود الروسية الجورجية (5642 متر) في عام 2017، وقمة أكونكاجوا على الحدود الأرجنتينية الشيلية (6962 متر) في عام 2018.
عبر هذه المحطات، اكتسب أمزان خبرة غنية وعميقة في مجال تسلق الجبال. شعر أن لحظة الوصول إلى الحلم الكبير بدأت تقترب. يقول أمزان، "وجاءت اللحظة التي اشتغلت عليها كثيرا منذ محطة توبقال. بعد اتخاذ كافة الاستعدادات والاحتياطات والإجراءات اللوجستية التي قام بها الرائع إلياس، ذهبت إلى نيبال. من مطار محمد الخامس، في رحلة دامت شهرين، وفي الثامنة مساء من 23 ماي 2023، وبعد أربع محطات لم تكن سهلة على الإطلاق، بالنظر إلى المشاكل التي اعترضتني والتي كاد معها في بعض اللحظات أن يتبخر الحلم، تمكنت من الوصول إلى قمة جبل إيفرست. كانت فرحتي عارمة، خاصة وأن الإنجاز تزامن مع احتفالات الشعب المغربي بعيد ميلاد ولي العهد مولاي الحسن".
حرص أمزان خلال حديثه على ذكر تفاصيل تشويق وتركيز ومتعة التخييل. أبدى رغبة وأدب كبير في ضرورة الإشارة إليها، لما لها من أهمية في بناء شخصية الممارس وغرس قيم العزم والمثابرة للتغلب على العقبات وتشجيع المستشهرين على تقديم يد المساعدة لمثل هذه الرياضات. "عانيت كثيرا في هذا الجانب، فتسلق الجبال يتطلب الكثير من الأمور الخاصة، بدءا من اللباس إلى الأكل والتنقل. رغم أنني تمكنت من الحصول على دعم ومساندة من المؤسسة البنكية التي أعمل فيها، وكذلك "تانجي ميد"، فإن رحلة واحدة قد تتطلب ما بين 50 مليون و100 مليون".
"لا أنكر أنني في لحظات انتابني شعور الاستسلام، خاصة عندما تسمع أن عددا من المتسلقين يلقون حتفهم جراء تفاصيل صغيرة. أستحضر كيف أن أصدقائي وعائلتي ناشدوني من محبتهم لي أن أتوقف عن مواصلة رحلة رفع تحدي الصعاب في مثل هذه الرياضات. لكن، وبعد فترة راحة، لا أعرف كيف يتسلل الشغف والحب الأول الذي ولد بتوبقال إلى نفسيتي، ليتحول إلى استنهاض للهمة بالبحث عن تحد جديد، وهو ما سيكون إن شاء الله في القطب الجنوبي".